ورد ذكر العيد في القرآن الكريم مرةً واحدةً في قوله تعالى في سورة المائدة: ” إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ” المائدة: 112، 114. العيد أصله اللغوي من عاد يعود؛ أي: رجع، وأصل الياء في عيد واو، إلا أنها جاءت ياءً للفرق بين عيد وعود الخشب، وقد سمي يوم الفطر والأضحى عيدًا؛ لأنهما يعودان كلَّ سنة. وقيل: سمي عيدًا للعود في المرح والفرح، فهو يوم سرور الخلق كلهم. وقال شيخ الإسلام: هو عائد: إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك.
يقول أنس بن مالك: كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيها، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: “كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى” رواه النسائي. فهذا الحديث يكشف أن الإسلام يقتصر على عيدين فقط، ولا يُقِرُّ وجود أي عيد سواهما؛ بل نهى عن ذلك، وحذَّر من إحداث أي عيد في الإسلام، وبيَّن أنه إتباع لليهود والنصارى، وقد جاء الإسلام ليُحذِّر من إتباعهم، وأن إتباعهم يجرُّ إلى الضلال، والمسلم يعلن مرارًا شعاره كل يوم، وهو قوله تعالى: ” اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ” الفاتحة: 6، 7.