إن الإيمان بالقدر من واجبات أصل التوحيد الذي لا يتم الإيمان إلا به والقدر بعد هذا كله له ثمرات يانعة وقطوف مثمرة وحصاد حلو شهي من حقق القدر كان في جنة في الدنيا قبل الآخرة، ومن ثمرات الإيمان بالقدر نحيط بهذه النقاط على وجه السرعة نسأل الله أن يذيقنا حلاوة الإيمان به.
فمن ثمرات الإيمان بالقدر: أن يعرف الإنسان قدر نفسه فلا يتكبَّر ولا يتبطر ولا يتعالى أبدًا؛ لأنه عاجز عن معرفة المقدور، ومستقبل ما هو حادث، ومن ثمّ يقر الإنسان بعجزه وحاجته إلى ربه تعالى دائمًا. وهذا من أسرار خفاء المقدور.
ومن ثمرات الإيمان بالقدر: أنه يقضي على كثير من الأمراض التي تعصف بالمجتمعات وتزرع الأحقاد بين المؤمنين، وذلك مثل رذيلة الحسد، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله؛ لأنه سبحانه هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك، وهو يعلم أنه حين يحسد غيره إنما يعترض على المقدور. وهكذا فالمؤمن يسعى لعمل الخير، ويحب للناس ما يحب لنفسه، فإن وصل إلى ما يصبو إليه حمد الله وشكره على نعمه.
ومن ثمرات الإيمان بالقدر: الإخلاص فالإيمان بالقدر يحمل صاحبه على الإخلاص، فيكون الباعث له في جميع أعماله امتثال أمر الله؛ ذلك أن المؤمن بالقدر يعلم أن الأمر أمر الله، وأن الملك ملكه، وأن ما شاءه الله كان، وما لم يشأه لم يكن، لا راد لفضله، ولا معقب لحكمه، فيقوده ذلك إلى إخلاص العمل لله، وتصفيته من كل شائبة تشوبه. فإذا أيقن العبد أن هذه الأمور لا تُنال إلا بتقدير الله عز وجل وأن الناس ليس لهم من الأمر شيء في أنفسهم ولا في غيرهم لم يعد يبالي بالناس، ولم يَسْعَ إلى إرضائهم بسخط الله، فينقاد إلى إيثار الحق على الخلق، وإلى الإخلاص والتفريد، بعيدًا عن كل رياء وتنديد.