على المسلم مجاهدة نفسه على الإخلاص لله تعالى، لأنه حقيقة الدين، فقد قال تعالى: ” وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ” البينة:5. وقال تعالى: ” قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ” الزمر: 11. ولأنه من أشق الأمور على النفس لأنه يحول بينها وبين متطلعاتها وشهواتها فتحقيقه والاستمرارية فيه يحتاج مجاهدة كبيرة ، قيل لسهل بن عبد الله: أي شيء أشد على النفس؟ قال: الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب. وحقيقة الإخلاص: أن تكون نيتك فيما تقوم به من قول أو فعل أو ترك لله، لا تريد غير الله، لا تريد سمعة ولا رياءً ولا رفعة عند أحد ولا خشية من أحد، وإلا ردّ الله عليك عملك.
ففي الحديث القدسي: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي غيري تركته وشركه” رواه مسلم. ومن ثمرات الإخلاص وفوائده:
– يقلب المباحات إلى طاعات: فقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنك لن تنفق نفقةً تبتغى بها وجه الله إلا أُجرت عليها حتى ما تجعل في فم امرأت “.
– النية الخالصة تبلغ مبلغ العمل: قال صلى الله عليه وسلم: ” من أتى إلى فراشه وهو ينوى أن يقوم من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كُتب له ما نوى وكان نومه صدقه عليه من ربه عز وجل” رواه النسائي وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: “من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ” رواه مسلم.
– يُخَلِّص العبد من كيد الشيطان: قال تعالى عن يوسف وقد نجا من كيد امرأة العزيز ” كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ” يوسف:23.
– تنفيس الكرب والخروج من الشدائد: ويدل على ذلك حديث الثلاثة أصحاب الغار الذين كاد الغار أن يكون قبراً لهم فدعوا الله بصالح أعمالهم وقال كل واحد منهم: اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ” متفق عليه.