سؤال وجواب.. ما هي الحكمة من مشروعية تعدد الزوجات ؟

سؤال وجواب.. ما هي الحكمة من مشروعية تعدد الزوجات ؟

قال الله تعالى ” وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ” النساء: 3. نبَّه الله تعالى في الآية السابقة إلى أمر هامٍّ، وهو أن من خاف عدم العدل بين الزوجات فتلزمه زوجة واحدة فحسب، بدليل قول الله تعالى ” فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً” النساء: 3، يقول ابن عاشور عند تفسيره لهذه الآية: “وقوله ” فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ” النساء: 3؛ أي: فواحدة لكل من يخاف عدم العدل. ولا يعني هذا أن نلغي فكرة التعدد من نفوس الرجال؛ فللتعدد محاسنُ كثيرة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر:

– أن في ذلك وسيلةً إلى تكثير عدد الأمة بازدياد المواليد فيها.

– أن ذلك يُعين على كفالة النساء اللائي هن أكثر من الرجال في كل أمة؛ لأن الأنوثة في المواليد أكثر من الذكورة.

– أن الشريعة قد حرمت الزنا، وضيَّقت في تحريمه؛ لِما يجر إليه من الفساد في الأخلاق والأنساب ونظام العائلات، فناسب أن تُوسِّع على الناس في تعدُّد النساء لمن كان من الرجال ميَّالًا للتعدد مجبولًا عليه.

يقول الدكتور وهبة الزحيلي: “إن تعدد الزوجات جائز مباح في الإسلام، وليس كل مباح مرغوبًا فيه، فهو غير مرغوب فيه إلا لحاجة أو ضرورة، مثل معالجة ظرف طارئ عقب الحروب، وقتل الرجال، وكثرة النساء الأرامل، فيكون التعدد عملًا إنسانيًّا وإنقاذًا، وقد يكون التعدد بسبب عقم المرأة”. ويقول أيضًا عن التعدد: إنه “نظام قائم وموجود منذ العصور القديمة، ولكنه كان فوضى فنظَّمه الإسلام، وكان تابعًا للهوى والاستمتاع باللذائذ، فجعله الإسلام سبيلًا للحياة الفاضلة الكريمة… إن المجتمع في نظر الإسلام كالميزان يجب أن تتعادل كفَّتاه، ومن أجل المحافظة على التوازن يجب أن يكون عدد الرجال بقدر عدد النساء، فإذا زاد عدد الرجال على عدد النساء، أو بالعكس، فكيف نحل هذه المشكلة؟

 

الشيخ ندا أبو أحمد