سؤال وجواب.. ما هي الأعمال الصالحة في فصل الشتاء ؟

سؤال وجواب.. ما هي الأعمال الصالحة في فصل الشتاء ؟

 

الشتاء بستان الطائعين، وميدان العابدين، فيتميز بنهاره القصير، وليله الطويل؛ فهو فرصة حقيقية أمام المسلم للتقرب إلى الله تعالى بالصيام والقيام، وجميع أنواع العبادات، والمؤمن بحق يحرص على استثمار كل دقيقة من وقته، ويُوظف كل ذرة من عمره وأنفاسه في طاعة ربه، ولا يترك فرصة سانحة أمامه لتحصيل مثوبة من الله تعالى إلا يغتنمها، ولا يترك بابًا من الأبواب الموصلة إلى رضا الله ورضوانه إلا يلج من خلاله، والشتاء باب خير من الأبواب التي تُعِين المسلم على الحصول على مرضات ربه تبارك وتعالى؛ فالمسلم يقدر فيه على الطاعة بيُسر؛ الصيام والقيام؛ حيث يقل فيه الجوع والتعب؛ فالنهار قصير، والليل طويل. ومن الأدلة وأقوال أهل العلم يتبين لنا فضل الشتاء، ونذكر منها ما يلي:

– عن عامر بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الصوم في الشتاء: الغنيمة الباردة” رواه أحمد والطبراني، وحسنه الألباني. قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه: لطائف المعارف: “وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: ألا أدلُّكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء”. قال الإمام الخطابي: الغنيمة الباردة؛ أي: السهلة، ولأن حرة العطش لا تنال الصائم فيه. قال ابن رجب الحنبلي: معنى أنها غنيمة باردة: أنها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة؛ فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوًا صفوًا بغير كلفة.

– عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “الشتاء غنيمة العابدين” رواه أبو نعيم بإسناد صحيح. قال الحسن البصري رحمه الله: “نعم زمان المؤمن الشتاء؛ ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه”. وعن عبيد بن عمير الليثي رحمه الله أحد كبار التابعين: أنه كان إذا جاء الشتاء قال: “يا أهل القرآن، طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا”. وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقسم ليله ثلاثة أقسام بين القيام، والنوم، وطلب العلم، وكان يقول: “جزأت الليل ثلاثة أجزاء: ثلثًا أصلي، وثلثًا أنام، وثلثًا أذكر فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم”.