– الإخلاصُ لله في طَلَبِ التوبة: فمَنْ أخْلَصَ وصَدَقَ في طلب التوبة؛ أعانه اللهُ عليها، ووَفَّقَه إليها، وأمدَّه بألطافٍ لا تخطر بالبال، وصَرَفَ عنه الآفات التي تعترض طريقَه، وتَصُدُّه عن التوبة. قال تعالى: ” كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ” يوسف: 24.
– المُجاهدة: قال تعالى ” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ” العنكبوت: 69. فالمجاهدة عظيمةُ النَّفْع، فإذا وطَّنَ نَفْسَه على المجاهدة أقبلت عليه الخيرات، وانهالت عليه البركات. قال ابن عقيلٍ الحنبلي رحمه الله: “لو لم يكن من بركات مُجاهدة النَّفْسِ في حقوق الله، والانتهاء عن محارم الله، إلاَّ أنه يعطف عليك، فيسخِّرها لك، ويطوِّعها لأمرك، حتى تنقاد لك”.
– قِصَرُ الأمَلِ وتَذَكُّر الآخرة: فإذا تذَكَّر المُسلِمُ قِصَرَ الدنيا، وسُرعةَ زوالها، وأدرك أنها مزرعةٌ للآخرة، وتذكَّر ما في الجنة من النَّعيم المُقيم، وما في النار من العذاب الأليم؛ أقْصَرَ من الاسترسال في الشهوات، وأقبَلَ على التوبة النصوح، وتدارَكَ ما فاته من الأعمال الصالحة. فليس للمرء أنفَعُ من قِصَر الأمل، ولا أضَرُّ من التَّسويفِ وطولِ الأمل.
– العلم: فالعلم نورٌ يُستضاء به، والعلم يَشْغَل صاحبَه بكل خير، ويُشْغله عن كل شر؛ فإذا فُقِد العلمُ فُقِدَت البصيرة، وحلَّ الجهل، واختَلَّ ميزان الفضيلةِ والرَّذيلةِ لدى الإنسان، فلم يعد يُفَرِّقُ بين ما يَضُرُّه وما ينفعه، فيُصْبِح عبداً للشهوة، أسيراً للهوى.
– مُصاحبَةُ الأخيار: فهي تُحْيي القلب، وتشرح الصدر، وتُنير الفِكر، وتُعين على الطاعة؛ فجليس الخير يَنْصح لك، ويُبَصِّرك بعيوبك، ويدلك على الخير.
– اجْتِناب الوِحدةِ والفراغ: الفراغ من الأسباب المباشرة للانحراف، وضياعِ الأوقات، وتدهورِ الأخلاق، قال ابن القيم رحمه الله: ” ومن أعظم الأشياء ضرراً على العبد بَطالَتُه وفَراغُه؛ فإنَّ النفس لا تقعد فارِغة، بل إنْ لم يشغَلْها بما ينفعها شغَلَته بما يَضُرُّه ولا بد”.
الشيخ ندا أبو أحمد