سؤال وجواب.. ما هي الأسبابالتي  تُعينُ العبد على الصبرِ عن المعصية؟

سؤال وجواب.. ما هي الأسبابالتي  تُعينُ العبد على الصبرِ عن المعصية؟

 

إن الإنسان عبد ضعيف من جميع الجوانب، فهو ضعيف البنية والإرادة والعزيمة والصبر، وغيرها؛ قال الله عز وجل: ” وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ” النساء: 28، وهذا الضعف يجعله يقع في المعاصي، التي هي سبب للعقوبات؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الذنوب سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة. وهناك أسباب تُعين العبد على الصبر عن المعصية، ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله عشرةً منها، قال رحمه الله: الصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عديدة:

– علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءتها، وأن الله إنما حرَّمَها ونهى عنها؛ صيانةً لعبده عن الدنايا والرذائل.

– خوف الله وخشيته.

– الحياء من الله عز وجل؛ فإن العبد متى علِم بنظره إليه، استحيى من ربِّه أن يتعرَّض لمساخطه.

– مراعاة نعمه عليك، وإحسانه إليك، فإن الذنوب تزيل النِّعَم ولا بد، ولا تزال الذنوب تزيل عنه نعمةً نعمةً حتى يُسلب النعم كلها؛ قال الله عز وجل: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” الرعد: 11.

– محبة الله سبحانه وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه.

ومن الأسباب التي تُعينُ العبد على الصبر عن المعصية – إضافة إلى ما ذكره – ما يلي:

– يقين العبد أن اللذة الموجودة في بعض المعاصي بمنزلة طعام لذيذ لكنه مسموم: ما يوجد في بعض الذنوب والمعاصي من مسرَّة عاجلة، فهي بمثابة من يأكل طعامًا لذيذًا مسمومًا، يلتذُّ به وفيه هلاكه. قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: للذنوب تأثيرات قبيحة، مرارتها تزيد على حلاوتها أضعافًا مضاعفة.

– يقين العبد أن الذنوب لها عقوبة لكن قد يتأخَّر وقوعها استدراجًا: الذنوب لابد لها من عقوبة؛ لكن قد يتأخر وقوعها؛ استدراجًا من الله؛ قال عز وجل: ” سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ” الأعراف: 182، 183.