سؤال وجواب.. ما هي أول منازل الآخرة ؟

 سؤال وجواب.. ما هي أول منازل الآخرة ؟

 

نعيم القبر وعذابه وجميع ما ورد عن أحواله يقع على الروح والجسد كليهما، وبكيفية لا يعلمها إلا الله تعالى، وإنَّ تذكُّرَ القبر وأحواله وزيارة القبور بين حين وآخر أمرٌ مهم لمن أراد حياة قلبه، وخشوعه في عبادته، وبناء آخرته؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” فزوروا القبور فإنها تذكر بالموت”. ولمن أراد النجاة من عذاب القبر، فهناك عدة أمور يمكن أن يفعلها، تجمعها الاستقامة على طاعة الله تعالى، وإتباع هديِ رسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ” فصلت: 30، ومما ينجي من عذاب القبر الشهادة؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: ” للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دَفعة من دمه، ويرى مقعدَه من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُحلَّى حليةَ الإيمان، ويُزوَّج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانًا من أقاربه”.

ومما ينجي من عذاب القبر اجتناب الأسباب المؤدية لعذابه؛ كالكذب، والزنا، والربا، وهجر القرآن، والغيبة والنميمة؛ فقد جاء في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه الطويل وفيه أن المَلَكَ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ” أمَّا الذي رأيته يُشقُّ شِدقُه، فكذَّابٌ يحدث بالكَذْبة فتُحمل عنه حتى تبلغ الآفاق؛ فيصنع به إلى يوم القيامة، والذي رأيته يُشدَخ رأسه، فرجلٌ علَّمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار؛ يفعل به إلى يوم القيامة، والذي رأيته في الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّناة، والذي رأيته في النهر آكلو الربا”.

ومما ينجي من عذاب القبر الاستعاذةُ بالله من عذاب القبر دُبُرَ كل صلاة؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: ” إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع؛ يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال”.

ومن أنفع الأسباب المنجية من عذاب القبر ما قاله الإمام ابن القيم: “أن يجلس الرجل عندما يريد النوم ساعة لله، يحاسب فيها نفسه على ما خسره وربحه في يومه ذاك، ثم يجدد له توبةً نصوحًا بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على ألَّا يعاود الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة.