سؤال وجواب.. ما هي أعلى مراتب الإيمان ؟

سؤال وجواب.. ما هي أعلى مراتب الإيمان ؟

 

ليس هناك ما هو أعظمُ من الخوف المتعلّق بالله تقدّست أسماؤه وعزّ سلطانُه؛ لأنّه خوفٌ على وجه التعبّد والتذلّل، قائمٌ على أساس استحضار جلال الله عز وجل وعظمته وهيبته، والأصل فيه قول الله تعالى: ” فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين” آل عمران: 175، وأما المستحب منه، فهو الخوف الباعث للنّفوس على التّشمير في نوافل الطّاعات والابتعاد عن دقائق المكروهات، والتورّع عن الأمور المشتبهات، والتقليل من فضول المباحات، فهذا الخوف من أعلى المراتب، حيث يورث الفرد مراقبة الله دوماً في السرّ والعلن، ويدعوه لتحقيق لمرتبة الإحسان التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم” أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” رواه مسلم.

والخوف إنما يكون عبادةً إذا كان خوفاً من مقام الله سبحانه وتعالى، وخوفاً من الوعيد الذي توعّد به من خالفوا أوامره واقترفوا نواهيه، وهذان هما متعلّقا الخوف، وقد جمع الله بينهما في قوله تعالى: “ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد” إبراهيم:14، فكان الجزاء لأصحابه “ولمن خاف مقام ربه جنتان” الرحمن: 46، قال مجاهد وغيره من المفسرين: “هو الرجل يَهِمُّ بالمعصية، فيذكر مقامه بين يدي الله، فيتركها خوفاً من الله”.

وهذا النوع من الخوف له تعلّقٌ مباشر بالإيمان زيادةً ونقصاناً لأنّه من لوازم الإيمان، فكلما زاد الإيمان زاد خوف صاحبه من ربّه، ولذلك كانت خشية وخوفهم من ربّهم ليست كخشية من دونهم من العامة، وخشية الأنبياء أعظم من خشية من عداهم، وخشية الملائكة هي من أرقى المقامات، ودليل الأولى قوله تعالى: “إنما يخشى الله من عباده العلماء” فاطر: 28، ودليل الثانية قوله تعالى: “الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله” الأحزاب: 39، ووصف النبي صلى الله عليه وسلم نفسه قائلاً: “والله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية” متفق عليه، وفي لفظ آخر: “والله، إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتّقي” رواه مسلم.