سؤال وجواب.. ما هي أعظم نعمة ؟

سؤال وجواب.. ما هي أعظم نعمة ؟

 

إن العبد إن لم يشكر نِعم الله عليه؛ فإما أن يُعذب بها أو يُحرمها، ولكن إن شكر زاده الله نِعمًا على نِعَمه ” لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ” إبراهيم: 7. فالبصر نعمة من أجَلِّ النعم، فهل سرت يومًا في طريق، فشاهدت فاقد البصر؟ هل تذكرت ما أنت فيه من نعمة؟ هل حمدت الله عليها؟ إذًا لماذا تستخدمها في عصيان الله؟، ولقد أدرك سلفنا رضي الله عنهم هذه النعمة، فحفِظوها حتى حفِظها الله عليهم؛ فعن حسان بن سنان أنه خرج يوم العيد، فلما رجع قيل له: يا أبا عبد الله، ما رأينا عيدًا أكثر نساءً منه، فقال: سبحان الله ما تلقتني امرأة حتى رجعت. وعن وكيع قال: خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد، فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا. فالبصر جارحة لا تُمْلأ ولا تكتفي، بخلاف البطن فإنها متى امتلأت لم يكن لها في الطعام إرادة، وأما العين فلو تركت لم تَفتر عن النظر أبدًا، وبالنظرة يدخل جند الشيطان القلب؛ ليجاور جند الإيمان، لكنَّ الشيطان مِلحاح ومخادع، يظل يتربص بالعبد، ويُزين له، ويُلبس عليه، إلى أن يحتل القلب كله، فلا تجعل للشيطان عليك سبيلاً.

نغض أبصارنا لأن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس: فمن غض بصره أورَثه الله تعالى حلاوة يجد طعمها في قلبه. نغض أبصارنا لأننا مسؤولون عنه يوم القيامة؛ قال تعالى ” إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ” الإسراء: 36. وذكر ابن القيم رحمه الله أن رجلاً كان يلزم مسجدًا للأذان، وكان عليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة، فرقي يومًا المنارة كعادته للأذان، وكان تحت المنارة دار لنصراني، فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها، فلما انتهى من الأذان، نزل إليها ودخل الدار عليها، فقالت: ما شأنك؟ وما تريد؟ قال: سلبتِ لُبي وأخذتِ بمجامع قلبي، قالت: لا أُجيبك إلى ريبة أبدًا، قال: أتزوَّجك، قالت: أنت مسلم وأبي لا يُزوِّجني منك، قال: أتنصَّر، فقالت: إن فعلتَ أفعل، فتنصَّر ليتزوَّجها، وأقام معهم في دارهم، فلما كان هذا اليوم، صَعِد على سطح كان في الدار؛ ليقضي لهم حاجة، فسقط ميتًا.