أن يكون الصديق ذا خلُق كريم، قال تعالى: ” الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ” الزخرف: 67. وفي الحديث: “المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم مَن يخالل” رواه الترمذي، وقال عليه الصلاة والسلام: “المرء مع من أحب” رواه البخاري. وفي حديث آخر: “لا تصاحب إلّا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلاّ تقيّ” رواه الترمذي. يقول ابن المسيب رحمه الله: عليك بإخوان الصدق؛ فإنهم زينة في الرخاء، وعُدَّة في البلاء. واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشي الله، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشر في دينك الذين يخشون الله. وقال أحد الصالحين: اصحب من إذا خدمته صانك، وإذا صحبته زانك، وإذا مددت يدك بخير مدّها، وإذا رأى منك حسنة عدَّها، وإذا رأى منك سيئة سدَّها.. اصحب من إذا سألته أعطاك، وإن نزلت بك نازلة واساك. كما ينبغي أن يكون الصديق عدلًا من أهل الرجاحة، يستر معايب صديقه ولا يغلظ عليه بالقول ولا ييأس معه في الإصلاح.
كما يجب أن يتسم بالوفاء، فالكريم ينصح، واللئيم يفضح.. الكريم ينشر محاسن صديقه، ويرد عنه غيبته؛ ” وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ” الحجرات: 12. فالصديق يلتمس لصديقه الأعذار، ولا يلجئه إلى الاعتذار، ويقبل منه إذا اعتذر.. الصديق يكرم صديقه، وينسى زلاته، ويصفح عن هفواته.. الصديق لا يظن بصديقه السوء؛ فالظن أكذب الحديث، وهو لا يغني من الحق شيئًا.. الصديق ينصح برفق ومودَّة، ويكون وفيًا متواضعًا؛ قال تعالى: ” وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ” الشعراء: 215. وللصداقة أثر في كل مخلوق، ألا ترى كلبَ أهل الكهف عندما رافق الفتية المؤمنين تربّى بمصاحبتهم، كان بمنزلة الحارس الأمين، فذكره الله في خير كتاب أُنزل: ” وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ” الكهف: 18.