من آداب الدعاء: استقبال القبلة، وأن يبدأ دعاءه بتحميد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك يدعو، وبعد الفراغ من دعائه يستغفر الله، ويسأل الله أن يستجيب له. وروى أبو داود عن ابن عباس قال: المسألة ويعني بها إذا سألت الله حاجة أن ترفع يديك حذوَ منكبيك أو نحوهما، والاستغفار أن تشير بإصبع واحدة، والابتهال “ويعني به الاجتهاد في الدعاء” أن تمدَّ يديك جميعًا. وروي عن مالك بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها” وروِي عن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن ربَّكم حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا”.
والأوقات المفضلة لاستجابة الدعاء: يوم عرفة، وشهر رمضان، وعند الإفطار ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل، ووقت السحر، وأثناء السجود، وعند نزول الغيث، وبين الأذان والإقامة، وعند الصف للصلاة، وعند التقاء الجيوش، وعند رقة القلوب والخوف من الله، ودُبر الصلوات المكتوبات. وروى أحمد وأصحاب السنن عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ” غافر: 60. وروى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس شيء أكرم على الله من الدعاء”.
فعلى المسلم أن يجعل الدعاء عبادة، فيدعو الله في كل حين في الرخاء وفي الشدة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن سرَّه أن يستجيب الله تعالى له، فليُكثر الدعاء في الرخاء” رواه الترمذي. ومن رحمة الله ولُطفه بعباده أنه يستجيب لهم دعاء الخير، ولا يستجيب لهم دعاء الشر؛ قال تعالى: ” وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ” يونس:11.