سؤال وجواب.. ما هي آداب الخروج إلى البر ؟

سؤال وجواب.. ما هي آداب الخروج إلى البر ؟

إنَّ من الأمور التي أباحها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتكون مُحبَّبةً للنفوس الخروجَ إلى البرِّ في رحلات هادفة، فيها ترويح ومتعة، وفيها إنعاش ونشاط، وفيها مقاصد شرعية نافعة، من أعظمها: التأمُّل في خلق الله تعالى، وملكوته الواسع من سماوات عالية، وأرض مفروشة، ونجوم مضيئة، وقمر منير، وسراج وهَّاج، ونباتات خضراء، وجبال شاهقة، ووديان جميلة، وهضاب عالية، ورمال رتيبة، وحيوانات لطيفة، وحيوانات ضارة مخيفة، كلُّ ذلك من صُنْع الله عز وجل الذي أحسن كل شيء خلقه. والمسلم حريص على رِضا ربِّه، وعلى مُراعاة أحكام الشرع وآدابه، لا يغفل عن ذكر الله، ويراعي أحكام الله عز وجل، وأن يجعل من هذه الرحلات البرية عبادةً لربِّه، ” قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” الأنعام: 162. وأن يشكر نِعَمَ الله عز وجل عليه:

– فمن ذلك أن يذكر الله عز وجل عند نزوله: عن خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّة، قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ” رواه مسلم.

– وأن يجدَّ ويجتهد حال خروجه للبرِّ؛ بأن يؤدي الصلاة في وقتها، وأن يتحرَّى وقتها، وأن يرفع الأذان.

– وأن يحرص العبد على الصحبة الصالحة التي تُعينه على الخير، وتدُلُّ عليه، وتُشجِّع عليه؛ إذ الصحبة السيئة لا تُعين على الخير إلا عادة أو موافقة؛ ولهذا يكثُر في مجالس غير الصالحين الغِيبة والنميمة، والسخرية والاستهزاء، والمزاح الثقيل، والسهر المُفرط الذي يؤدي إلى تضييع الصلوات المفروضة، فكل ذلك مَنهيٌّ عنه.

– وأن يعتني المسلم بنظافته، ونظافة المكان الذي هو فيه، فلا يؤذي فيه، ولا يكون سببًا في توسيخه وتقذيره، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أسِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ” رواه الطيراني.

الشيخ ندا أبو أحمد