سؤال وجواب.. ما هو مغناطيس القلوب ؟

سؤال وجواب.. ما هو مغناطيس القلوب ؟

 

أرأيت الحديد كيف يستسلم لجاذبية المغناطيس، فكذلك القلوب لها مغناطيس يجذب بعضَها إلى بعض مهما اختلفت، مغناطيسٌ جاذبيتُه من نوعٍ خاصٍّ، إنها جاذبيةٌ تكمن قوَّتُها في حملها لمفتاح باب القلب، تُرى ما هو ذلكم المغناطيس؟ وما سِرُّ قوَّته؟ تعالَ معي إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يهتف بنا، دونكم مغناطيس القلوب، مَنْ يملك مفتاح أبوابها فيفتح مغاليقها “أولا أدُلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحابَبْتُم؟ أفْشُوا السلام بينكم” رواه مسلم. إنها وصفة تملأ الحياة حبًّا ووِدادًا، ضمانٌ من محمد صلى الله عليه وسلم لمن التزم السلام، وداوم على إفشائه، أن يكون محبوبًا، فتُقبِل عليه القلوب، ويألفه كل مَنْ يُعاشِرُه، فما أحوجنا في حياتنا المعاصرة إلى هذه الوصفة النبوية في بيوتنا مع زوجاتنا وأبنائنا وفي مجتمعنا مع جيراننا وأقاربنا. سأل رجلٌ أحد الحكماء، فقال له: بيني وبين زوجتي خلافٌ وشقاق ونفرة، فقال: له سلِّط عليها السلام، سارعَ الرجل بتطبيق الوصية، فما هي إلا أيام وإذ بالقلوب تأتلِف والمودَّة تُخيِّم على حياته. تأمَّل معي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأنس رضي الله عنه حين قال: “يا بني، إذا دخلت على أهلِكَ فسلِّم فتكون بركة عليك، وعلى أهل بيتك” رواه الترمذي. فما بالكم ببيت تحلُّ فيه البركة، كيف ستكون حياة أهله؟! ما بالكم بزوج مبارك، وأسرة مباركة، كيف تكون حياتهم؟! بركة في البدن، وبركة في العمر، وبركة في الأرزاق، وبركة في العيش والعشرة، ألا ما أطيب الحياة وأسعدها حين يلهج أهلها بالسلام، إنه يملأ الحياةَ حبًّا وودادًا وأُلْفةً. السلام هدية ربانية لمن أراد حياة الأنس والسرور والسعادة والهناء، تأمل قول الله جل وعلا: ” فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ” النور: 61. السلام ليس مصاحبًا لك في رحلتك الدنيوية فحسب؛ بل هو أول ما يطرق سمعك عندما تُفارق هذه الحياة، ” الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ” النحل: 32، وأول ما يطرق سمعك عندما يفتح لك باب الجنة فتلج ” وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ “.