حديث أبي أمامة الباهليِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: “اقْرَؤوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَؤوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَؤوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ”. يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته أن يقرؤوا القرآن كله أو بعضه، على قدر جهدهم واستطاعتهم: ” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا “، ثم رغَّب صلى الله عليه وسلم أمته في حفظ القرآن والعمل به، فبيَّن أنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأهله الذين حفظوه وعملوا به؛ أي: يُؤتى بثواب قراءته والعمل به، وهو ثواب عظيم جدًّا، وعظمته على قدر العناية به في الدنيا، يُؤتى بهذا الثواب فيُوضع في ميزان أصحابه، فيكون سببًا في تكفير سيئاتهم ورفع درجاتهم عند الله تعالى: ” يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ” الشعراء: 88، 89، ثم يرغِّب صلى الله عليه وسلم أمته في قراءة سورتي البقرة وآل عمران؛ لِما اشتملتا عليه من أصول الدين وفروعه، وأحكامه وآدابه، فيأمر بقراءتهما والعمل بهما؛ لأنهما تشفعان وتدافعان عن أصحابهما، وأنهما تظلانه بظل كريم من رب رحيم، ثم يرغِّب صلى الله عليه وسلم أمته في قراءة سورة البقرة والعمل بها؛ لِما اختصت به من خصائص لم تجتمع في غيرها؛ فهي أطول سورة في القرآن كله، وهي أَجمَع سورة لصفات المؤمنين والكافرين والمنافقين، وهي أوْفى السور بأحكام الدين، وفيها بالمعجزة الخالدة الباقية، وهي معجزة القرآن الكريم، من أجل ذلك كانت قراءتها والأخذ بها بركة عظيمة.