سؤال وجواب.. ما هو فضل تلاوة القرآن يوم القيامة؟

سؤال وجواب.. ما هو فضل تلاوة القرآن يوم القيامة؟

إن مما يرغِّب المسلم في الإقبال على طاعات الله تعالى هو علمه بما لتلك الطاعات من أثر في الدنيا والآخرة، ومن هذه الطاعات والقربات: تلاوة القرآن الكريم وتدبره والعمل به، فذلك من أكبر الأعمال التي تقرب الإنسان من ربه؛ لِما للقرآن الكريم من الأهمية البالغة؛ فهو حبل الله المتين، ولهذا كانت فضائله يوم القيامة عديدة:

– فمن ذلك أن القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه؛ فعن أبي أمامة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” رواه مسلم، والقرآن الكريم يدافع عن أهله أمام الله تعالى، وما أحوج المرء في ذلك الموقف الرهيب إلى مدافعٍ ومحامٍ عنه! فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقْدُمُهُ سورة البقرة وآل عمران تحاجَّان عن صاحبهما” رواه مسلم، وغاية محاجة القرآن عن أهله أن يحصلوا – بسبب تلاوتهم له وعملهم به – على رضا المولى عز وجل، ويدخلوا الجنة فيُزيَّنوا من حللها، وذاك ما يتبين من قول النبي صلى الله عليه وسلم: “يجيء القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب، حلِّهِ، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب، زده، فيُلبس حُلَّة الكرامة، ثم يقول: يا رب، ارضَ عنه فيرضى عنه” رواه الترمذي.

– ومن ذلك أن ثواب قراءة القرآن والعمل به يكون كبيرًا ومضاعفًا يوم القيامة؛ يقول عز وجل: ” إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ” فاطر: 29، 30.

– ومن ذلك أن القرآن قائد؛ يقود صاحبه إما إلى الجنة أو إلى النار، فمن كان تاليًا للقرآن حق تلاوته، وعاملًا به في سرِّه وإعلانه، لم يتركه القرآن يوم القيامة حتى يدخل الجنة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ” قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ” المائدة: 15، 16، فسبل السلام في الآية هي: “طرق السلامة الموصلة إلى دار السلام، المنزَّهة عن كل آفة، والمؤمِّنة من كل مخافة، وهي الجنة”.