عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا” متفق عليه. يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: الصف الأول أفضل صفوف المصلين، وفيه فضل عظيم؛ فينبغي للمصلي الحرص على أن يكون دائمًا في الصف الأول، ولا ينبغي لمن جاء مبكرًا أن يتأخر عن الصف الأول إلا لعذر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قومٌ يتأخرون حتى يؤخرهم الله” رواه مسلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: من جاء أول الناس وصف في غير الأول، فقد خالف الشريعة؛ ومن ترك الصف الأول فقد حرَم نفسه خيرًا كثيرًا.
الفائدة الثانية: التهجير هو: التبكير في الذهاب إلى المسجد، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك؛ لِما فيه من الفضل العظيم، وما يترتب عليه من الفوائد، ومنها: إدراك الصف الأول، وإدراك الصلاة من أولها، وأداء النافلة، وقراءة القرآن، وحصول استغفار الملائكة له، وأنه لا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة، وغير ذلك.
الفائدة الثالثة: يجب الاهتمام بأداء الصلوات جميعًا مع الجماعة، وبخاصة صلاتي العشاء والفجر، والاهتمام بهما علامة على صحة الإيمان والبُعد عن النفاق؛ ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا” متفق عليه، وقد أعد الله لمن حرص عليهما فضلًا كبيرًا، عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “ولو يعلمون ما فيهما” يعني: من الأجر، “لأتوهما ولو حبوًا”، وهذا دليل على فضل كبير ادخره الله تعالى لمن حافظ عليهما مع جماعة المسلمين.