تحدَّث القرآن الكريم عن أنواع عديدة ومتنوعة من عذاب الكفَّار يوم القيامة، فتوعَّدهم بالعذاب العظيم، والعذاب المهين، والعذاب الأليم، والعذاب الشديد، والعذاب المقيم، وعذاب الجحيم، وغير ذلك من أنواع العذاب وألوانه جزاء بما كسبت أيديهم. ومن جملة أنواع العذاب التي ذكرها سبحانه في حق أهل الكفر والعناد، طعام خاص بأهل النار، يأكلونه اضطرارًا؛ ليسدوا به جوعتهم، فينالهم من ذلك الطعام عذاب أشد إيلامًا من ألم الجوع، وهذا الطعام هو:
– الضريع: قال الله تعالى: “لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ”. قال قتادة رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ” ضَرِيعٍ ” من شرِّ الطعام، وأبشعه وأخبثه. وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ” ضَرِيعٍ ” الحجارة. وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى ” ضَرِيعٍ” شجر من نار.
– الغسلين: حيث قال الله تعالى ” وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ “. قال ابن منظور رحمه الله تعالى في معنى المراد من “غسلين”: مَا يَسِيل مِنْ جُلُودِ أَهل النَّارِ؛ كَالْقَيْحِ وَغَيْرِهِ كأَنه يُغْسل عَنْهُمْ.
– الزَّقُّوم: الذي أشير إليه بقوله تعالى ” ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ”. قال تعالى ” أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ “، وفي موضع آخر، قال الله تعالى ” إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ”.
الشيخ ندا أبو أحمد