سؤال وجواب.. ما هو جزاء من ينشر الفاحشة عبر وسائل التواصل ؟

سؤال وجواب.. ما هو جزاء من ينشر الفاحشة عبر وسائل التواصل ؟

 

لقد انتشر في هذه الأزمنة أناسٌ ينشرون الصور الفاضحة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الصور لا شك في تحريمها، ولا تخفَى على أُولي الألباب والأبصار، ومن لهم فطرة سليمة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم حذَّرنا من ذلك، فقال: ” مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ” متفق عليه، واعلَم أن من ينشر هذه المقاطع أو الصور، أو يعين عليها، أو يشاركها على التواصل الاجتماعي فهي في ميزان سيئاته، وأيضًا في ميزان سيئات من نقلها عنه، ولا ينقص من وزر صاحبها شيء؛ لقوله تعالى: ” لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ” النحل: 25.

وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: “مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلِكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا، ومَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا” رواه مسلم. فشتان شتان بين من ينشر الخير والصلاح، وبين من ينشر الشر والفساد، وشتان شتان بين الذين يسنون الحسنات والعبادات، وبين الذين يسنون السيئات والمنكرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ” رواه مسلم.

فلا تنشروا الفحشاء بين صفوف المسلمين، فربكم يقول: ” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ” النور: 19. ألم تعلموا أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الفساد ولا المفسدين في الأرض بعمل المعاصي؛ قال سبحانه: ” وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” الأعراف: 85، وقال: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ” القصص: 77. فجديرٌ بكم أن تتحروا كلَّ ما تنشروا، وكلَّ ما تقولوا وتفعلوا؛ لأن كل واحدٍ منكم سيقال له يوم القيامة: ” اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ” الإسراء: 14.