سؤال وجواب.. ما هو جزاء أهل الصدق ؟

سؤال وجواب.. ما هو جزاء أهل الصدق ؟

 

لقد وعَد الله الصادقين بأعظم الجزاء، وأفضل الثواب؛ وما ذلك إلا لعِظَم هذه الخَصلة التي اتصَفوا بها، بل إن اللهَ جعَل مرتبة الصِّديقين بعد مرتبة النبيين، وجعَلهم من المنعَم عليهم الذين وعَد اللهُ أهلَ طاعتِه وطاعةِ رسوله برفقتِهم في الجنة؛ فقال تعالى” وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ” النساء: 69، والصِّدِّيقون كما يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي: “هم الذين كمُل تصديقُهم بما جاءت به الرسلُ، فعلِموا الحقَّ وصدَّقوه بيقينهم وبالقيام به؛ قولاً وعملاً وحالاً ودعوةً إلى الله”.

وقال عز وجل في آخر سورة المائدة ” قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ” المائدة: 119. فأخبَر الله تعالى في هذه الآية أنه لا ينفَعُ يوم القيامة إلا الصدقُ؛ فوحده الصدق هو الذي ينفع في ذلك اليوم العظيم، الذي يشيبُ مِن هولِه الولدانُ، وتضع كلُّ ذات حملٍ حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذابَ الله شديد، ففي ذلك اليوم الشديد، لا ينفع إلا الصدقُ: الصدق في الاعتقاد والأقوال، والأفعال والأحوال.

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: “فالصدقُ في هذه الثلاثة:

– الصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال كاستواء السُّنبلة على ساقِها.

– والصدق في الأعمال: استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد.

– والصدق في الأحوال: استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص، واستفراغ الوُسْعِ وبَذْل الطاقة، وبحسَب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به تكون صِدِّيقيَّتُه؛ ولذلك كان لأبي بكر الصِّديق رضي الله عنه وأرضاه ذروة سَنامِ الصِّدِّيقيَّة، سُمي الصديق على الإطلاق، والصِّديق أبلغُ من الصَّدوق، والصَّدوق أبلغ من الصادق”.