الرضا: الذي هو سكون القلب، وراحته باختيار الله عز وجل، بلا جزعٍ ولا وجع،الرضا: الذي هو محبةُ ما جادَتْ به الأقدار، وما حكَم به ربُّنا العزيز الغفار، بلا ندم ولا ألم،يقول العلامة الراغب الأصفهاني: ورضا العبد عن الله: ألا يكرَهَ ما يجري به قضاؤه، ورضا الله عن العبد هو أن يراه مؤتمرًا لأمره، ومنتهيًا عن نهيه. فاعلَمْ أن جنة العباد في الدنيا هي الرضا؛ فبالرضا تكون السعادة والراحة، والسكينة والأمان، واعلم أن للرضا وفيرًا من الخير والثواب في شريعتنا،فمن هذا الخير:
– أن الرضا صفةٌ مِن صفات أهل الإيمان؛ لأنهم برضاهم عن الله رضِيَ الله عنهم؛ فأهل الرضا لهم الرضا؛ قال جل وعز: ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ” البينة: 7، 8، فلما حقَّق أهل الإيمان الرضا من قلوبهم، نزل بهم العطاء والفضل من الله، بأن رضي عنهم، لَمَّا علِمَ ما في قلوبهم.
– الرضا مِن علامات صدق الإيمان بالله؛ قال تعالى: ” قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ” المائدة: 119،وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ذاق طَعْمَ الإيمان: مَن رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمدٍ رسولًا” رواه مسلم.
– الرِّضا عطيَّةٌ مِن الله لأهل الجنة؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسَعْديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتَنا ما لم تُعْطِ أحدًا من خَلْقِك؟! فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب، وأي شيءٍ أفضلُ من ذلك؟ قال: أحلُّ عليكم رضواني، فلا أسخَطُ عليكم بعده أبدًا” أخرجه البخاري.