سؤال وجواب.. ما هو الفرق بين جمال الظاهر وجمال الباطن ؟

سؤال وجواب.. ما هو الفرق بين جمال الظاهر وجمال الباطن ؟

لقد ثبَت في الحديث الصحيح الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله جميل يُحبُّ الجمال”؛ أخرجه مسلم، فله جلَّ جلاله جمالُ الذات، وجمالُ الصفات، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء، فله الجمال التام الكامل من جميع الوجوه. إن القلوب مفطورة على حبِّ الجمال، ولكن إذا ذُكِرَ الجمالُ انصرفت الأذهانُ إلى جمال الصورة الظاهر، ولهذا نبَّه الشارع أن من الخير ظفرُ المسلم بالجميلة في باطنها، وهي: ذات الدين، فقال علية الصلاة والسلام: “تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين ترِبت يداك” متفق عليه. ومَن قدَّم جميلة الدين على جميلة الشكل، فليبشر بكل خير، لأنك فعلت ذلك امتثالًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل شيء تفعله لله عز وجل، فإن العاقبة فيه حميدة. فالمرأة الديِّنة تُعينه على طاعة الله، وتقوم بحق الزوج على الوجه الأكمل، وتسايره في أموره، فإذا أخذت بهذه الوصية فالعاقبة بلا شك حميدة؛ لأنك كأنك تستشير الرسول علية الصلاة والسلام، فيشير عليك بأن تتزوج امرأة ذات دين.

لقد غاب عن كثيرين أن الجمال الحقيقي هو: الجمال المعنوي، فالجمال الحسي طال الزمان أو قصر، فمآله إلى الزوال، والجمال المعنوي دائم ما بقِي صاحبه متمسكًا به، والجمال الحسي وإن كسا صاحبه منظرًا جميلًا، فإنه لا يجعله محبوبًا في قلوب ناظريه، بخلاف الجمال المعنوي الذي يُرزَقُ صاحبُه محبةً في أعين الناس جميعًا. وقد أهلك الله جل جلاله أممًا لَمَّا كفروا، ولم ينفعهم ما كانوا عليه من مناظر حسنة جميلة؛ قال سبحانه وتعالى: ” وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا ” مريم: 74، قال الشيخ أبو بكر الجزائري رحمه الله: فكم من أهل قرون أهلكناهم لما ظلموا، وكانوا أحسن من هؤلاء مالًا ومتاعًا، ومناظر حسنة جميلة.