سؤال وجواب.. ما هو أثقل شيء في الميزان ؟

سؤال وجواب.. ما هو أثقل شيء في الميزان ؟

الناس يوم القيامة في وجل وفي خوفٍ وفزعٍ، الكل يتمنى حسنة واحدة تنفعه في ذلك اليوم، الكل ينظر إلى ميزانيه هل سيثقل أم سيخف، فالمفلح من ثقُلت موازينه، والخاسر من خفَّت موازينه؛ قال تعالى ” وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ” الأعراف:8-9. من سيفلح ذلك اليوم يا ترى؟! إنه صاحب الخلق الرفيع؛ قال صلى الله عليه وسلم: “ما من شيءٍ في الميزان أثقل من حسن الخلق” رواه الترمذي وصحَّحه الألباني. لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم التفاوت في الإيمان بين المسلمين هو حسن الخلق، فأحسنهم خلقًا هو أكملهم إيمانًا، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم” رواه الترمذي وأحمد. فالأخلاق الحسنة علامة على كمال الإيمان. إنَّ نيل السعادة والعيش في أكنافها، لا يُدرك بالمنصِب ولا بالجاه، ولا يُنال بالشهوات ومُتَع الحياة، ولا بِجمال المظهَر ورقيق اللباس، لا يُنال إلا بلباسِ التَّقوى ورِداء الخُلُق، عملٌ صالح وقول حسَن؛ ” ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ” الحج: 77-78. إن أخطر شيء على أخلاق الناس هو هذه الدنيا بِمتاعها ومُغرياتها، بزخارفها وشهواتها مِن النساء والبنين…، إنَّ الغلوَّ في حب الدنيا هو رأس كل خطيئة، والتنافس عليها أساس كل بلية! من أجل متاع الدنيا يَبيع الأخ أخاه، ويَقتُل الابن أباه، ومِن أجلها يخون الناسُ الأمانات ويَنكثون العهود، ومن أجلها يَجحد الناس الحقوق ويَنسَوْن الواجبات. وفأكثر ما يدخل الناس الجنة شيئان اثنان مهمان، تقوى الله وحسن الخلق، فتقوى الله وحسن الخلق سببان رئيسيان لدخول الجنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: “سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج”؛ رواه الترمذي وحسَّنه الألباني.

الشيخ ندا أبو أحمد