سؤال وجواب.. لماذا يجب علينا أن نكثر من ذكر الله ؟

سؤال وجواب.. لماذا يجب علينا أن نكثر من ذكر الله ؟

 

أولًا: لأننا أصحاب أخطاء، فلقد خلق الله الناس جميعًا مخطئين، ولا تكون العصمة لأحد من الخلق إلا من عصمه الله من أنبيائه ورسله؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون” رواه الترمذي.  والذنوب وكثرة الأخطاء تميت القلب وتقسيه، فلزم العلاج، والعلاج الشافي الكافي للقلب هو إدامة ذكر الله عز وجل، وكثرته، والمواظبة عليه؛ قال تعالى: ” الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ” الرعد: 28، قال السعدي رحمه الله في تفسيرها: “ثم ذكر تعالى علامة المؤمنين، فقال: ” الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ” الرعد: 28؛ أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذَّاتها.

ثانيًا: حتى يذكرنا الله فيمن عنده، ولن يكون إلا بذكر الله عز وجل؛ قال تعالى: ” فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ” البقرة: 152، قال القرطبي في تفسيرها: “معنى الآية: اذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة، قاله سعيد بن جبير، وقال أيضًا: الذكر طاعة الله، فمَنْ لم يطعه لم يذكره، وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن”، وقال أبو عثمان النهدي: إني لأعلم الساعة التي يذكرنا الله فيها، قيل له: ومن أين تعلمها؟ قال يقول الله عز وجل: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ” البقرة: 152.

ثالثا: لأن الذكر حِصْنٌ حصينٌ من الشيطان عدوِّ أهل الإيمان، فمن عمله مع أهل الغفلة ما حكاه ربنا عز وجل؛ قال تعالى: ” اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ” المجادلة: 19. فعمله هو الإشغال عن الذكر لما يعلم من منزلته العظيمة؛ قال تعالى: ” إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ” المائدة: 91.