– تعلِّمنا سورةُ الكهف أنك إذا دعوتَ الله سبحانه في حوائجك فلا تحدِّد؛ فإنَّ عطاءه أوسع مما تطلب. إنَّ أصحاب الكهف كانوا يَنشدون السلامةَ من عدوِّهم، فدعَوْا بهذه الكلمات المباركة: ” رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ” الكهف: 10، فاستجاب لهم، وأكرَمَهم بآيات خلدت في القرآن، وأصبحت حديث الأيام.
– تُعلِّمنا سورة الكهف درسًا مهمًّا من دروس علم الاقتصاد؛ وهو إصلاح ما يمكن إصلاحه من ممتلكاتنا، قال تعالى: ” فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ” الكهف: 77.
– تعلِّمنا سورة الكهف قاعدةً من قواعد التعامل مع الآخرين، وهي التلطُّف، قال تعالى ” وَلْيَتَلَطَّفْ ” الكهف: 19. هذه الكلمة القرآنية المباركة نطَق بها أحد فِتية الكهف، وسجَّلها القرآن.
– تعلِّمنا سورةُ الكهف أن يتفقَّد الإنسان نفسه، ويطيل النظر في أحواله؛ خوفًا من أن يُمضي دهرًا من عمره وهو من الأخسرين، ويظن أنه من المحسنين! وتأمَّل قوله تعالى: ” قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ” الكهف: 103، 104.
– في قوله تعالى: ” وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ” الكهف: 1، توجيه للتمسُّك بالقرآن الكريم، الذي ليس فيه اعوجاج ولا خلَل، ونحن بأمسِّ الحاجة إلى هَدْيِه في عصر الفتن، وقراءةُ ذلك كل يوم جمعة تَذكيرٌ بهذه الحقيقة، وتثبيت لها.
– تعلِّمنا سورة الكهف أنَّ الإنسان في هذه الأرض يعيش فترةَ اختبار، فهل سيحسن أم يسيء؟ قال تعالى: ” إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ” الكهف: 7.
– أنَّ العمل الصالح وَفق منهج هذا الكتاب يوصلنا إلى لقاء الله سبحانه، قال تعالى: ” قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ” الكهف: 110.