سؤال وجواب.. لماذا كان السلف يفرحون بقدوم رمضان؟

سؤال وجواب.. لماذا كان السلف يفرحون بقدوم رمضان؟

فلقد كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى يحرصون على بلوغ شهر رمضان، ويتشوقون إليه، ودعونا نتعرف على أسباب ذلك، لعلَّنا نصبح مثلهم، فندعو اللهَ تعالى بصِدْقٍ أن يُبلِّغَنا رمضان، وأن يتقبَّله منَّا. إن الصيام يثقل ميزانك يوم القيامة، فهو لا عدل له، وهو العمل الوحيد الذي جاء النصُّ فيه بأن المسلم يفرح به يوم القيامة، فما سِرُّ ذلك الفرح ؟

لعل فرحهم به لما يرون فيه من الثواب العظيم في الميزان الذي لا عدل له كما قال عنه صلى الله عليه وسلم، فدعونا نسرد بعض الأحاديث الواردة في ذلك:

– فعن أبي أمامة رضي الله عنه، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم، أي العمل أفضل؟ قال: “عليك بالصوم، فإنه لا عدل له” رواه النسائي؛ أي: كأنه يقول إنه لا يعدله عمل، ولا يكافئوه ثواب، فهو مما يثقل ميزان العبد يوم القيامة.

– وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “كُلُّ عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله؛ قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربِّه” رواه مسلم.

إن فرح سلفنا الصالح بقدوم رمضان؛ أنهم كانوا يعلقون آمالًا على أن يعتق الله رقابهم من النار،  حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: “ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة”. فينبغي استغلال ساعات رمضان في أعمال البر، فكثيرٌ من الناس يمضون ساعات النهار في مختلف الطاعات، وإذا حلَّ المساء وأفطروا؛ تركوا سائر أعمال البرِّ، وضيَّعُوا أوقاتهم فيما لا ينفعهم، في حين أن الحديث يُؤكِّد على أهمية استغلال ليالي رمضان في أعمال البرِّ أكثر من نهاره؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: “ويُنادي مُنادٍ كلَّ ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرِّ أقصر”.