سؤال وجواب.. كيف يكشف الإنسان عن كرباته ؟

سؤال وجواب.. كيف يكشف الإنسان عن كرباته ؟

 

من كان في كربة فأنزلها بين يدي الله، يحفزه حسن الظن بالله قُضيتْ عاجلًا أو آجلًا؛ ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: “من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس، لم تسدَّ فاقته، ومن نزلت به فاقةً فأنزلها بالله، فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل” رواه الترمذي، فلا يدعو المؤمن إلا بيقين بفضل ربه ورحمته، وبقلب تعلق بالله، حتى إنه ليرى بجميل الظن ما الله فاعل؛ يبين هذا قوله صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ” رواه الترمذي.

إن حسن الظن بالله رفيقُ دربٍ، ومعين ركب، وصاحب أنس، عندما ينزل صاحبه منازل الموت؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: “لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل” رواه مسلم؛ قال النووي رحمه الله تعالى: “ومعنى – يحسن الظن بالله تعالى- : أن يظن أن الله تعالى يرحمه، ويرجو ذلك، ويتدبر الآيات الواردة في كرم الله سبحانه وتعالى، وعفوه ورحمته، وما وعد به أهل التوحيد، وما ينشره من الرحمة لهم يوم القيامة.

وانظر إلى هذا الموقف الذي اختصر الحياة في لحظة، والنفس تقترب من مغادرة الجسد، يزور النبي صلى الله عليه وسلم شابًّا قد حضره الموت فقال له: “كيف تجدك؟ قال: والله يا رسول الله، إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف” رواه الترمذي. فلا تشك وأنت مؤمن بالله، ولا تتردد وأنت تعمل لله، ولا تقنط وأنت تدعو الله، ولا تستسلم وأنت معك الله، ولا تخف عند سكرات الموت وأنت تحسن الظن بالله.