سؤال وجواب.. كيف هي مساكن دار الآخرة ؟

سؤال وجواب.. كيف هي مساكن دار الآخرة ؟

 

أول زُمْرَةٍ يدخلون الجنة وجوههم كالقمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم كأشد كوكبٍ دريٍّ في السماء إضاءةً، يساقون إلى الجنات على أحسن حالة وأروع هيئة، وجوههم مُسْفِرَة، وأرواحهم مبتهجة مستبشرة، تعرف في وجوههم نضرة النعيم، يتلقون التهاني والتبريكات عند أبواب الجنات: ” سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ” الزمر: 73، ” سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ” الرعد: 24. حتى إذا ما دخلوها؛ تبيَّنت لهم الجنة، فرأوا فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نور يتلألأ، وريحانة تهتز، أغادير وأنهار، وبساتين وثمار، ظلٌّ ممدود، وهواءٌ عليل، خضرةٌ نضرة، وريحٌ طيبة، وحُلَلٌ كثيرة، ومناظر ومشاهد تأسر الفؤاد وتسحر الألباب. لا يحتاج أهل الجنة إلى مَنْ يعرِّفهم بيوتَهم؛ بل يعرفون بيوتَهم هناك كما يعرفون بيوتَهم هنا؛ قال تعالى: ” وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ” محمد: 4-6.

مساكن أهل الجنة في الجنة ليست على درجة واحدة؛ بل فيها القصور، وفيها البيوت، وفيها الخيام، وفيها الغُرَف. ومن مساكن أهل الجنة: قصورٌ فارهة، مرتفعه شامخة، لا مثيل لها ولا نظير؛ ومن مساكن الجنة أيضًا: غرفٌ شفافة، يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، وغرفٌ أخرى فوقها غرفٌ، لا ضجيج حولها ولا صَخَب، وإنما هو صوت المياه العذبة تتدفق في الأنهار، قال تعالى: ” لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ” الزمر: 20. غرفٌ فيها الأمن والطمأنينة: ” وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ” سبأ: 37، ومع الأمن والأمان تتوافد إليهم التهاني: ” أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ” الفرقان: 75. ومن عجيب مساكن أهل الجنة: الخيام الحسان، لا تَسَل عن جمالها واتساعها وتلألئها، يصف النبي صلى الله عليه وسلم بهاءها وعظمتها فيقول: “إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلاً، فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا”. هذه الخيام فيهن الحور الحسان: ” حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ” الرحمن: 72، ” كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ” الواقعة: 23.