سؤال وجواب.. كيف نعرف الطريق إلى الله؟

 سؤال وجواب.. كيف نعرف الطريق إلى الله؟

 

إن العلماء يجيبون على هذا السؤال الهام جدًّا، فيقولون: الطريق إلى الله يجتمع في أربع كلمات، من فهمها وعمل بها، فقد استقام على الصراط كما أمره الله:

الكلمة الأولى: أن تعرف الله، فإن العبد يعرف ربَّه معرفةً صحيحة إذا عرَف توحيده معرفة صحيحة، وتوحيد الله هو أصل الإيمان وغايته، وهدفه وثمرته، ويتحقق التوحيد إذا فهمت كيف توحِّد الله ربًّا؟ وكيف توحِّده إلهًا؟ وكيف توحد الله في أسمائه وصفاته. قال الله عز وجل ” قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ” الأنعام: 162، 163.

وأما الكلمة الثانية: أن تعرف ماذا أراد الله منك؟ فإذا سألتَ نفسك أو سألت غيرك هذا السؤال الهام، فإن معرفة جوابه الصحيح مدخلٌ عظيم إلى طريق النجاة، ويمكن أن نجمل الجواب في كلمات قصيرة قليلة، فنقول: لقد أراد الله منا أن نفعل كل ما أمرنا به، بشرط أن يكون خالصًا صوابًا، وأراد منا أن نجتنب كل ما نهانا عنه، أو إن شئت فقل: أراد منا أن نكون عبيدًا له بكل ما تعنيه هذه الكلمة، فلا نتقدم ولا نتأخر إلا بإذنه، ولا نسكن ولا نتحرك إلا بأمره، وكلما ازددنا له ذلاًّ زادنا به عزًّا. وهو القائل سبحانه ” كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ”  العلق: 19، فالسجود غاية الذل لله، والقرب غاية الرفعة والعز.

والكلمة الثالثة: أن تعرف كيف تخرج من ذنبك وخطيئتك، إذا أذنبت أو أخطأت؟ مما لا شك فيه أن كل بني آدم خطَّاء، وأننا نذنب بالليل والنهار، وأننا بحاجة دائمة إلى مغفرة الله، والله لا يغفر لكل أحد؛ وإنما وصف نفسه سبحانه بأنه لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وأنه سبحانه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، فهذه الأربعة: توبة، وإيمان، وعمل صالح، واستقامة، من فعلها فقد وجبت له المغفرة. وكل ذنب تفعله تحتاج بعده إلى أمرين؛ حتى تتخلص منه: أن تستغفر الله من هذا الذنب؛ ثم تتوب إلى الله؛ والتوبة في حقيقتها: ندم وإقلاع، وعزم على ألاَّ تعود إلى ذلك الفعل القبيح. وأقبح من الذنب أن تستهين به، فتراه صغيرًا وهو عند الله عظيم.