إنَّ التأدُّب مع كتاب الله تعالى ترتبط به مجموعة من الآداب التي يجب أن يراعيها المسلم في تعامله مع كتاب ربِّه، ومن هذه الآداب:
– معرفة أصل الكلام: وهو التنبه إلى عظمة الكلام المقروء وعلوِّه، وإلى تَفَضُّلِ اللهِ تعالى ولطفه بِخَلْقِه، حيث خاطبهم بهذا الكلام العظيم الشريف، وتكفل تفضلاً منه ورحمةً بتيسير إفهامهم إياه.
– تَعْظِيمُ مُنَزِّلِهِ: لأن الذي يقرؤه ليس من كلام البشر، خاصة إذا تَفَكَّر في صفات الله، وأسمائه، وأفعاله.
– حضور القلب عند التلاوة: لأن المُعَظِّم لكلام الله تعالى يستبشر به، ويأنس له، ولا يغفل عنه.
– تدبُّر المقروء والمسموع: إذ لا خير في عبادة لا فقه فيها، فيحاول استيعاب المعاني؛ لأنها أوامر ربِّ العالمين.
– أن يتفاعل قَلْبُه مع كل آية بما يليق بها: فيتأمل معاني أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله؛ ليستدل من عظمة الفعل على عظمة الفاعل.
– أن يستشعر بأنَّ كُلَّ خطاب في القرآن مُوَجَّهٌ إليه شخصياً: فعليه أن يقرأ كما يقرأ العبد كتاباً خَصَّه به مولاه، يأمره فيه وينهاه، وهذا ما أكَّدَ عليه ابن القيم رحمه الله بقوله: “إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجْمَعْ قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك، واحضر حضور مَنْ يخاطبه مَنْ تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم”.
– أن يتأثر بكل آية يتلوها: فيرتعد خوفاً عند الوعيد وذكر النار ويستبشر فرحاً عند الوعد وذكر الجنة.
– عدم هجرانه: قال تعالى: ” وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ” الفرقان 30 .