سؤال وجواب.. كيف عالج الإسلام انتشار الأوبئة؟

سؤال وجواب.. كيف عالج الإسلام انتشار الأوبئة؟

 

الأوبئة الفتَّاكة قد تكون تارة عذابًا، وتارة رحمة؛ فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم: “أنه كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا، يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشهيد” رواه البخاري. فإذا ابتَعَدَ الخلق عن شرع الله، وظهرت فيهم الفواحش أرسل الله لهم أمراضًا عامة تفتك بهم؛ فعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتْل بينهم، ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط إلاَّ سلط الله عليهم الموت” رواه الحاكم وصححه، وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالتْ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا، فيوشك أن يعمهم الله – عز وجل – بعقاب”؛ رواه الإمام أحمد.

وقد تكون هذه الأوبئة رحمة للمسلمين، ترفع بها درجاتهم إذا صبروا على هذه الأمراض، وامتَثَلُوا أمر ربهم فيما يفعلون ويذرون، فالمطعون له مثل أجر الشهيد – كما تقدم – وقد مات على فراشه، فهذه رفعة في الدرجات. وقد تكون هذه الأوبئة تكفيرًا لما اجترحوه من سيئات، فتصيبهم هذه الأوبئة فتطهرهم قبْل وفاتهم؛ فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده، وفي ماله، وفي ولده، حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة” رواه الإمام أحمد. أمام هذه الأوبئة يتبَيَّن لنا ضعف البشر، وقلَّة حيلتهم، فمهما أُوتُوا من تقدم في الطب، تجدهم عاجزين عن معرفة طريقة انتشار المرض، وإذا عرفوا الطريقة عجزوا عن إيجاد العلاج لها، ثم في نهاية الأمر يسلمون بالأمر الواقع، ويعلنون أن هذا الأمر أصبح وباءً عامًّا. فعلينا في كل حال وفي مثل هذه الأوبئة خصوصًا أن نفتش في أنفسنا، ونتوب إلى ربنا، ونُكثر من الأعمال الصالحة؛ فهي من أسباب دفع العقوبات الإلهية ورفعها.