سؤال وجواب.. كيف تكون محبوبا عند الناس ؟

سؤال وجواب.. كيف تكون محبوبا عند الناس ؟

 

ما مِن أحد إلاَّ ويتمنَّى أن يكون له الأثرُ الحسن عندَ الناس حيًّا وميِّتًا، يتمنَّى أن يكون محبوبًا عندَ القريب والبعيد، إذا حَضَر احتُفي به، ولم يُملَّ منه، وإذا غاب افتُقِد وتشوَّفت النفوسُ إلى معرفة خَبرِه، والاطمئنان على حاله، فطلبُ محبَّة المؤمنين، وفِعْل الأسباب التي تؤدِّي إلى تحابِّ المؤمنين – عبادةٌ وقُربةٌ يحبُّها الله. وكون الشخصِ محبوبًا سببٌ رئيس في التأثير في الناس والإصلاح؛ لذا فمِن أهمِّ ما يجب أن يعتنيَ به مَن لديه التطلُّعُ إلى التأثير الحَسَن في الناس، وتعديلِ السلوك السيِّئ، سواءٌ في أولاده، أو طلاَّبه أو مجتمعه، أو أُمَّته: أن يكون محبوبًا عندَ الناس، فلا بدَّ أن يكسب قلوبَ الناس بحُسن خُلقه وصبره، وإحسانه أوَّلاً، فقبلَ الأمر والنهي والتوجيه تكسب القلوبَ، فهذا مِن أهمِّ أسباب التأثير في الناس. ومن الأسباب الجالبة للمحبة:

– مُراعاةُ أحوال الناس من صِحَّة ومرض، مِن قوَّة وضَعْف، مِن فَرَحٍ وتَرَح، فعلى مَن له ولاية خاصَّة أن يراعيَ هذا الجانبَ، فعدم مراعاةِ هذا الجانب يجلبُ البغضاءَ والتشاحُن؛ فعن أبي مسعود قال: قال رجل: يا رسولَ الله، إنِّي لأتأخَّر عن الصلاة في الفجْر مِمَّا يُطيل بنا فلانٌ فيها، فغَضِب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما رأيتُه غَضِب في موضع كان أشدَّ غضبًا منه يومئذٍ، ثم قال: “يا أيُّها الناسُ، إنَّ منكم مُنفِّرين، فمَن أمَّ الناسَ فليتجوزْ، فإنَّ خلفَه الضعيفَ والكبيرَ وذا الحاجة” رواه البخاري

– التحيَّةُ عندَ ملاقاة الناس بالسلام، أو بغيره من التحايا؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم “لا تدخلونَ الجنَّةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلاَ أَدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحابَبتُم؟ أفْشُوا السلامَ بينكم” رواه مسلم.

– الهَدِيَّة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “تهادَوْا تحابُّوا” رواه البخاري. فالهديةُ تُكذِّب سوءَ الظن، وتجلب المودَّة، وتَزْرع المحبَّة، وتَنفي الضَّغِينة، وتجعل العدوَّ صَدِيقًا، والبغيضَ وليًّا، فالهديةُ لها أثر، ولو كانت يسيرةً.

– الصبرُ على الأذى، وكَظْم الغَيْظ، ومقابلة السيِّئة بالحسنة، فلنصبرْ على مَن أساء إلينا، ولنقابلْ إساءتَه بإحسان، وعُبوسَه بابتسامةٍ وطلاقةِ وجْه، وإعراضَه بالسلام.