سؤال وجواب.. كيف تكون عبدا أوابا ؟

سؤال وجواب.. كيف تكون عبدا أوابا ؟

لقد مدح الله عز وجل بعض أنبيائه عليهم السلام بأنهم أوَّابون رجَّاعون إليه؛ حيث قال عز وجل في حق داود عليه السلام: ” اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ” ص: 17؛ بل كرَّر الله عز وجل هذا المدح له في آية أخرى، وفي نفس السورة؛ حيث قال تعالى: ” وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ” ص: 44. كما مدح الله عزَّ وجل نبيَّه سليمان؛ لأنه اتَّصف بسرعة أوبته ورجوعه إلى الله عز وجل، فقال تعالى: ” وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ” ص: 30؛ أي: رجَّاع إلى الله بالاستغفار والتوبة. وحين يذكر الله عز وجل هذه الصفة في بعض أنبيائه، ويُسجِّلها في كتابه، فإنما هي دعوة للجميع للتحلِّي بهذه الصفة الجليلة. فالرجوع إلى الحق فضيلة وأيما فضيلة، أما الإصرار على الذنب فأمره خطير، ومآله إلى عذاب أليم. والأوَّابون لهم بعض الصفات التي ينبغي التحلِّي بها إن كنا صادقين بالاتِّصاف بها، أذكر منها:

أولًا: أنه كلما أذنب المرء ذنبًا صغيرًا كان أو كبيرًا، لم ييئَس؛ وإنما تاب منه واستغفر، ولم يستسلم لوساوس الشيطان.

ثانيًا: إذا أذنبتَ ذنبًا في خلوتك، فبادر إلى التوبة منه، ولا تُعلِنْه لغيرك، فقد قال مُجَاهِد رحمه الله تعالى: “الأَوَّابُ: الْحَفِيظُ الَّذِي يُذْنِبُ الذَّنْبَ سِرًّا، ثُمَّ يَتُوبُ مِنْهُ سِرًّا”.

ثالثًا: كلما تذكرت ذنْبَكَ، فاستغفر منه؛ تكن من الأوَّابين أيضًا؛ فقد روى يونس بن خباب رحمه الله تعالى قال: قال لي مجاهد وكان لي أخًا: ألَّا أُنبِّئكم بالأوَّاب الحفيظ؟ قلت: بلى، قال: “هو الرجل يذكر ذنبه إذا خلا يستغفر لذنبه”.

رابعا: حافظ على صلاة الضحى، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب، وهي صلاة الأوابين” رواه الطبراني، وروى أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: “أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِصَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَبِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَبِصَلاةِ الضُّحَى، فَإِنَّهَا صَلاةُ الأَوَّابِينَ”. رواه أحمد.