إن أكثر شيء يشوش على الإنسان عقله وقلبه: ألَّا يعرف خالقَه، ولا لماذا خلقه؛ لذلك يظل يتيه في أودية من الشكوك، ويتردد في متاهات من الظنون، وهذا ما تجده عند الملحد الذي أنكر وجود ربه، وجحد نعمه عليه، فيظل في صراع مع الشك والقلق إلى أن تكون نهايته في كثير من الأحيان إلى الانتحار. لذلك كان أكثر ما يحرص عليه المؤمن أن يبحث عن الوسائل التي تقوي يقينه بربه، وتملأ قلبه إيمانًا به وتصديقًا. وأول هذه الوسائل وأهمها:
– التفكر في مخلوقات الله عز وجل: إن من أعظم الدلائل على وجود الله عز وجل هو مخلوقاته التي أبدعها، ونسجها على أكمل وصف، وأبدع نظام، فمن يتأمل في هذا الكون بشموسه وأقماره، وبحاره وأنهاره، ونباتاته وأشجاره، ويتأمل ما فيه من تنوع المخلوقات، وتباين الكائنات، يدرك لا محالة أن من رواء هذا كله إلهًا خالقًا مدبرًا حكيمًا، خلق هذا الكون بعلمه وقدرته، ونظمه بحكمته ومشيئته، فكل شيء فيه بحساب.
– قراءة القرآن الكريم بتدبر: القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل إلى خلقه، وحُجته على عباده، لذلك من أراد اليقين بالله، فليسمع كلامه، وليتدبر آياته. إن آيات القرآن الكريم كلها ناطقة بأنها كلام الله الحكيم الحميد: ” لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ” فصلت: 42.
– قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بدلائل نبوته، ناطقة بصدق رسالته، فهي رسم تفصيلي لأحداث حياته، ومجريات دعوته، فمن يتأمَّلها بصدق قلب، وصفاء نفس، يجد أنه رسول الله حقًّا، وأمينه على وحيه صدقًا.
– قراءة قصص الأنبياء: إن قراءة قصص الأنبياء تُثبت اليقين في القلوب، وتغرسه في النفوس، وتملأ الروح بالأنس والطمأنينة؛ قال تعالى: ” وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ” هود: 120.
– الدعاء: الدعاء سلاح من أمضى الأسلحة في تقوية اليقين، وزيادته في القلب، وعندما تتضرع إلى الله عز وجل بقلب خاشع، ونفس صادقة، وتلح عليه في الدعاء أن يهبك يقينًا راسخًا رسوخ الجبال، فإن الله عز وجل سيحقق رجاءك، ويعطيك طِلبتك.