سؤال وجواب… كيف تقرأ القرآن وتنتفع به؟

سؤال وجواب… كيف تقرأ القرآن وتنتفع به؟

 

قال الله تعالى: ” وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ” المزمل: 4؛ اقرأه على تمهُّل، فإنه يكون عونًا على فهم القرآن وتدبره. سُئلت، أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان صلى الله عليه وسلم يُقطِّع قراءته آية آية: ” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ” صحيح رواه الترمذي. ويستحب الترتيل وتحسين الصوت وعدم السرعة في القراءة: قال صلى الله عليه وسلم: “حَسّنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حُسنًا”. صحيح رواه أبو داود وغيره. قال الله تعالى: ” إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ” ق: 37، إذا أردت الانتفاع بالقرآن، فاجمع قلبك عند تلاوته، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به، فإنه خطاب منه سبحانه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن قتيبة: استمع لكتاب الله، وأنت شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساهٍ. وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير: وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له، والنظر فيه وتأمله. فإذا حصل المؤثر، وهو القرآن، والمحل القابل، وهو القلب الحي، ووجد الشرط، وهو الِإصغاء، وانتفى المانع، وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه إلى شيء آخر: حصل الأثر، وهو الانتفاع بالقرآن والتذكر. “الفوائد” لابن القيم. وبهذا فإن سعادة العيش مع القرآن – وهي مصدرٌ للسعادة بشكل عام – تتحقق بتدبُّر آياته؛ لا سيما ونحن في زمن تنتشر فيه الأمراضُ النفسية، وتشحُّ مصادرُ السعادة الحقيقية، ويشيعُ الضيقُ والتبرُّم، وغيابُ الطمأنينة وفَقْدُ السكينة.