سؤال وجواب.. كيف تغرس الإيمان في قلوب أولادك ؟

سؤال وجواب.. كيف تغرس الإيمان في قلوب أولادك ؟

 

إن الشغل الذي يجب أن يشغل الرجل والمرأة على أولادهما ليس الشهادة ولا الوظيفة ولا المستقبل؛ لأن كل مولود مرزوق، والأرزاق مكتوبة، وكم من مبدع في دراسته فاشل في أمور دنياه، وكم من مخفق في دراسته يحسن إدارة دنياه. وكثير من الأثرياء بلا شهادات ولا وظائف. ولكن الخوف كل الخوف في هذا الزمن هو على إيمان الأولاد؛ لأنه مربط سعادتهم وشقائهم، فمن مات منهم محققا الإيمان سعد أبدا، ومن مات منهم تاركا الإيمان شقي أبدا. ومن تأمل السنة النبوية وجدا كما كبيرا من النصوص تظهر فيها عناية النبي عليه الصلاة والسلام بإيمان الصغار والشباب، وترسيخه بكل الوسائل والأساليب؛ حتى لا تميد بهم الأهواء، ولا تقلبهم الشبهات. يجب في هذا الزمن أن يعلم الطفل الإيمان وهو رضيع، ثم وهو يحبو، ثم وهو لا ينطق إلا الكلمة والكلمتين.

يجب أن يكرر الإيمان بالله تعالى على مسمعه كل حين حتى يسكن الإيمان قلبه، ويتمكن فيه، فيُعرف بالله تعالى وقدرته وعلمه المحيط بكل شيء، ويُعلم نسبة النعم إليه سبحانه، ويربى على تعلق القلب به عز وجل. فينمو إيمانه مع نمو جسده حتى إذا بلغ مرحلة التلقين التي هي دون التمييز لقن الأذكار والسور القصار من القرآن ليزيد الذكر والقرآن ما ثبت في قلبه من إيمان. وهكذا كان يُربى الأطفال في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضي الله عنهم. تأملوا قول جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ “فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا” رواه ابن ماجه. وقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ عَنْهُمَا: عَلَّمَنِي رَسُولُ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ “اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ… إلى آخر الدعاء” رواه أبو داود. فلا يأنف أحد من الناس أن يرى طفلا فيعلمه شيئا من الإيمان، فقد تقذف أنت كلمة إيمانية في قلب طفل فارغ من أي شيء، فيتمكن الإيمان من قلبه بسبب كلمتك وأنت لا تدري، فينتفع بهذه الكلمة في دنياه وأخراه، وتؤجر أنت على ذلك.