الغفلة عن طاعة الله، والاستعداد للحياة الآخرة، داءٌ وقع فيه كثيرٌ من الناس؛ قال الله جل وعلا ” اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ” الأنبياء: 1، وهذه الغفلة عاقبتها الندم عند الموت؛ ولكنه ندم بعد فوات الأوان لا ينفع صاحبه؛ قال عز وجل: ” حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ” المؤمنون: 99، ومن أراد ألا يندم عند الموت، فينبغي له ألَّا يغفل أثناء الحياة، والغفلة داءٌ يُداوى باليقظة، من خلال الأخذ بأمور:
– أولها: استشعار الخوف من الله جل جلاله: الخوف من الله جل جلاله بداية اليقظة، وكم أيقظ الخوف من الله أناسًا عاشوا طول أعمارهم معرضين عن طاعة الله، منتهكين لحرماته! فكان توقُّد الخوف من الله في قلوبهم بداية يقظتهم، ومفتاح سعادتهم، فكانت نهايتهم طيبة، وخاتمتهم حَسنة.
– ثانيها: محاسبة النفس: إذا نزل الخوف من الله جل جلاله بقلب العبد، فإنه يبدأ في محاسبة نفسه؛ قال العلَّامة ابن القيم رحمه الله: فينظر إلى بره سبحانه في ستره عليه حال ارتكاب المعصية مع كمال رؤيته له، ولو شاء لفضحه بين خلقه فحذروه، وينظر إلى حلمه سبحانه تعالى في إمهاله، ولو شاء لعاجله بالعقوبة؛ ولكنه الحليم الذي لا يعجل.
– ثالثها: العزم الجاد على بداية حياة جديدة: بعد أن يُحاسِبَ العبدُ نفسَه، ويعرف تقصيره في حقِّ ربِّه وظُلْمه لنفسه، ويرى أهل البلاء، وما هم فيه من غفلة عن الله، فتعظم نعمةُ الله عليه في هدايته، فيشكره الله عليها، ويعزم عزمًا جادًّا على ترك حياته السابقة والبداية في حياة جديدة، مستعينًا بالله متوكِّلًا عليه.
– رابعها: التوبة والندم على ما مضى من تقصير وتهاوُن: بعد عزم العبد على بداية حياة جديدة، فإن خير بداية لها: التوبة والندم على ما مضى من تقصير وتهاوُن.
– خامسها: دوام المراقبة: بعد التوبة الصادقة إلى الله، والندم على الذنوب والمعاصي يديم العبد مراقبة نفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين بن المنذر: “قل: اللهم ألهمني رُشْدي، وقني شرَّ نفسي”؛ أخرجه الترمذي.
الشيخ ندا أبو أحمد