أراه وقد فقد سنده البشري في حياته، أراه ضعيفًا يحتاج إلى حنان، إلى حب، إلى عطف، أراه وقد ذكر في القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، إشارة واضحة لنا؛ للانتباه له، والوقوف معه، والاهتمام بأمره، أراه وقد أَمَرَنا الرحمن برحمته، أراه نطلب رقة قلوبنا في إحسان معاملتنا له، أراه وقد دلَّنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بأنَّ مَن أراد مصاحبته ومرافقته في الجنة، فعليه بكفالته وإحسان المعاملة له، فضائل ما أعظمها!
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم لا يفطر” متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بإصبعه السبابة والوسطى” متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: “من عال ثلاثة من الأيتام كمَن قام ليله وصام نهاره، وغدا وراح شاهرًا سيفه في سبيل الله، وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين أختان، وألصق إصبعيه السبابة والوسطى” رواه ابن ماجه.
وقال صلى الله عليه وسلم: “مَن ضَمَّ يتيمًا بين مسلمين في طعامه وشرابه، حتى يستغني عنه، وجبتْ له الجنَّة” رواه أبو يعلى والطبراني. وقال صلى الله عليه وسلم: “مَن مسح رأس يتيم لم يمسحها إلا لله، كان له بكل شعرة مرَّت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفرَّق بين إصبعيه السبابة والوسطى” رواه أحمد.