– أولاً الدعاء: فلا شكَّ إنَّ الدعاء عبادة جليلة عظيمة، رغّب الله بها في غير موضع من كتابه، فقال: “وإذا سألك عبادي عنّي فإنَّي قريبٌ أجيب دعوة الداعِ إذا دعان”، البقرة – 186، وقال: “وقال ربكم ادعوني استجيب لكم”، غافر-60، فلذلك يحرص العبد على الدعاء بأن يُثبت الله الإيمان في قلبه، فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك”، وقد أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن ندعو الله أن يُجدّد الإيمان في قلوبنا في قوله: “فاسألوا الله أن يُجدّد الإيمان في قلوبكم”.
– ثانياً قيام الليل: وهذه عبادة لها فضلٌ عظيم وأثر كبير في تنشيط همّة المؤمن وإيقاظ القلب من غفلته وتطهيره من أدرانه، كونها العبادة التي يُسِرّها العبد بينه وبين ربه، وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة كثيرة في الحضِّ على هذه العبادة والحمد لله، وقال الله تعالى مادحاً أهلها: “تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يكسبون”، السجدة – 16، وعلى الرغم من أنَّ هذه العبادة قد يظنُّ البعض أنّها شآقّة كونها تُشرع في الليل وهو وقت السكون والراحة، إلا أنَّ لها تأثيراً عجيباً على تنشيط البدن.
– ثالثاً قراءة القرآن: وهي عبادة فاضلة ومن أجلِّ العبادات، فالعبد فيها يناجي ربّه بكلماته وحروفه، ولا أعلم أكثر من القرآن دواءً للقلوب من أمراضها وطِبّاً لها من أسقامها، وضعف الإيمان مرضٌ من أمراض القلوب، وتلاوة القرآن علاجه وطبّه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَثَل الذي يقرأ القرآن كالأُتْرُجَّة، طعمها طيب وريحها طيب” رواه البخاري.
– رابعاً الأذكار والتسبيح: والمحافظة على هذه العبادة علامة ودليلٌ على صحة الإيمان وسلامته، فهي صفة ملازمة للمؤمنين، فمن صفاتهم أنَّهم يذكرون الله كثيراً، وعلى النقيض فإنَّ المنافقين لا يذكرون الله كثيراً على قال الله تعالى عنهم: “ولا يذكرون الله إلا قليلاً” النساء _ 142.