أولا: التوسل إلى الله تعالى بذاته العلية.. وأسمائه الحسنى.. وصفاته العلى. وهو أن تقدم بين يدي دعائك إلى ربك تعالى تمجيداً له وتعظيماً وحمداً وتقديساً في ذاته العلى. ثم تدعو بما بد لك. ليكون هذا الحمد والتمجيد والتعظيم والتقديس للرب تعالى وسيلة إليه سبحانه لأن يتقبل دعاءك ويجيبك إلى ما دعوت وتنال مطلوبك. وهو أعلى أنواع التوسل إلى الله تعالى وأقربها إجابة. كما اتفق الفقهاء على أن التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته مستحب لأي شأن من أمور الدنيا والآخرة. والأدلة على هذا كثيرة ومستفيضة وأذكر منها: قوله عز وجل ” وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ” سورة الأعراف آية: 180، والمعنى: ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى. إن الله عز وجل أمرنا بدعائه سبحانه والاستغاثة به، فقال ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ” سورة غافر آية: 60، وقال تعالى ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ” سورة البقرة آية: 186.
ثانياً: التوسل بالإيمان والأعمال الصالحة: وهو التوسل إليه بالأعمال الصالحة أي توسل المؤمن إليه عز وجل بأعماله وطاعاته المقبولة عند الله تعالى، وآية القبول: أن تكون خالصة لوجهه تعالى وأن تكون طبق ما أمر فإذا جمعت الأعمال هذين الشرطين فهي مقبولة عند الله تعالى. فقد أجمع الفقهاء على جواز التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي يعملها الإنسان متقربا بها إلى الله تعالى. والدليل على هذا: قال الله تعالى “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ” الفاتحة:5،6. وقوله تعالى ” الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ” سورة آل عمران: الآية 16. وقوله ” رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ” سورة آل عمران: الآية 53.
الشيخ ندا أبو أحمد