سؤال وجواب.. كيف إذا مات الإنسان ؟

سؤال وجواب.. كيف إذا مات الإنسان ؟

 

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”

فأما الصاحب الأول: الأهل، فأهله لا ينفعه منهم بعد موته إلا من استغفر له، ودعا له كما تقدم، وقد لا يفعل، وقد يكون الأجنبي أنفع للميت من أهله كما قال بعض الصالحين: أهلك يقتسمون ميراثك، وهو قد تفرد بحزنك يدعو لك، وأنت بين أطباق الثرى، فمن الأهل من هو عدو، كما قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ” التغابن: 14.

وأما الصاحب الثاني: وهو المال، فيرجع عن صاحبه أولًا، ولا يدخل معه في قبره، ورجوعه كناية عن عدم مصاحبته له في قبره، ودخوله معه. روى مسلم في صحيحه من حديث مطّرف عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: ” أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ”  قال: “يقول ابن آدم: مالي، مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟”.

أما الصاحب الثالث: فهو العمل الذي يدخل مع صاحبه في قبره فيكون معه فيه، ويكون معه إذا بعث، ويكون معه في مواقف القيامة، وعلى الصراط، وعند الميزان، وبه تقسم المنازل في الجنة والنار، قال تعالى: ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ” فصلت: 46. وقال تعالى: ” مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ” الروم: 44. قال بعض السلف في تفسير الآية السابقة: أي يمهدون لأنفسهم في القبر، فالعمل الصالح يكون مهادًا لصاحبه في القبر، حيث لا يكون للعبد من متاع الدنيا فراش ولا وساد ولا مهاد، بل كل عامل يفترش عمله ويتوسده من خير أو شر، فالعاقل من عمر بيته الذي تطول إقامته فيه.