سؤال وجواب.. الأخلاق كيف نكتسبها وكيف نعدلها؟

سؤال وجواب.. الأخلاق كيف نكتسبها وكيف نعدلها؟

للأخلاق في الإسلام مكانةٌ عالية حتى إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم علَّل سبب بعثته بإشاعة مكارم الأخلاق، حيث جاء عنه صلى الله عليه وسلم: “إنما بُعثتُ لأتمِّم مكارمَ الأخلاق”، وفي رواية: “إنما بُعثتُ لأتمِّمَ صالح الأخلاق”. ومن تعظيم الإسلام للأخلاق أنه عرَّف الدِّين بحُسن الخلقِ كما جاء في حديث: “الدينُ حسنُ الخلق”، ومن عظمة الأخلاق في الإسلام أنها أكثر ما يرجح بميزان الإنسان يوم القيامة؛ إذ هي أثقل ما يوضع في الميزان، والمؤمنون يتفاضلون بحسب أخلاقهم، وذكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن أقرب الناس منه مجلسًا يوم القيامة وأحَبَّهم إليه، أحسنُهم أخلاقًا. فمن وسائل تقويم الأخلاق نذكر مايلي:

– العلم: وبه يتعرَّف المرء على أنواع الأخلاق الحسنة التي أمر بها الإسلام، وأنواع الأخلاق الرديئة التي نهى عنها الإسلامُ، وهذا العلمُ ضروريٌّ ليعرف المسلم بأي خُلقٍ يتخلَّق، ومن أي خلُق يتخلَّص.

– أن يربطَ بين ما تعلَّمه من أنواع الأخلاق، وبين الإيمانِ بالله وتقواه، وأن يعلم بشكل كامل كيف أن تخلُّقَه بالأخلاق الحسنة سببٌ لنيل رضوان الله ودخول الجنة، وتخليصِه من النفاق ومن ضعف الإيمان.

– لا يكفي مجردُ العلم السابق بل لا بدَّ من استحضار ما تعلمه عن الأخلاق بشكل دائم، وتطبيقه بشكل عمليٍّ في مواقف الحياة اليوميَّة العابرة والمتكرِّرة؛ حتى تصبح سجيَّة له.

– وهنا يأتي دورُ العبادات التي هي من الأعمال الطيبة المؤدِّية لتقويم الأخلاق؛ فهي تزكي النفسَ وتزيدها طهرةً وزكاة وقوة ووقاية، قال تعالى في الصلاة: ” إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ” العنكبوت: 45.

– مخالطةُ المؤمنين ذوي الأخلاق الحسنة ومجالستُهم، والسماعُ منهم؛ لأن رؤية الصالحين ذوي الأخلاق الحسنة ومجالستَهم والسماع منهم تؤثِّر في النفس، وتؤدِّي إلى اقتباس بعض أخلاقهم. وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقي”.