في مشهد يعكس اهتمام الدولة المتزايد بدعم القطاع الصناعي والمقاولاتية الوطنية، شارك وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، السيد الطيب زيتوني، الاثنين، في مراسم الافتتاح الرسمي للطبعة السابعة والعشرين للصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية “باتيماتيك”، والذي يعد من أكبر التظاهرات الاقتصادية والتجارية المتخصصة في إفريقيا والمنطقة المغاربية.
الحدث الذي نظم بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة، شهد إشراف وزير السكن والعمران والمدينة على مراسم الافتتاح، بحضور لافت لعدد من أعضاء الحكومة، وسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الجزائر، إلى جانب وفود من رجال الأعمال، ومتعاملي القطاع من داخل وخارج الوطن، وممثلي مؤسسات وطنية وأجنبية تنشط في مجالات البناء والتجهيز والتكنولوجيا. وقد قام السيد الطيب زيتوني، رفقة الوفد الوزاري، بجولة تفقدية شملت مختلف أجنحة الصالون، حيث وقف على التنوع الكبير في العروض والمنتجات التي تمثل مختلف فروع قطاع البناء، من مواد وتجهيزات وأدوات حديثة، تعكس مستوى متقدما من الابتكار الصناعي والتطور التقني الذي حققته المؤسسات الجزائرية في السنوات الأخيرة. كما أثنى الوزير على الحضور القوي للمصنعين المحليين، مشيدا بنوعية الإنتاج الوطني، وما يعكسه من قدرة متزايدة على المنافسة وتلبية حاجيات السوق الوطنية، بل والتوجه نحو التصدير. وفي هذا السياق، أكد السيد زيتوني أن مشاركة وزارة التجارة في هذا الحدث الاقتصادي الهام تعد دعما مباشرا لمساعي الدولة الرامية إلى تحفيز الإنتاج المحلي وتعزيز التحول الصناعي، خاصة في القطاعات الحيوية التي تلعب دورا محوريا في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. كما شدد على أهمية التكامل بين مختلف القطاعات الوزارية والاقتصادية، بغرض توفير بيئة مناسبة للاستثمار وتطوير النسيج الصناعي الوطني، لاسيما في مجالات البناء والأشغال العمومية التي تعتبر من أعمدة التنمية. ويحمل “باتيماتيك 2025” في طبعته الحالية طابعًا خاصًا من حيث عدد المشاركين ونوعية العارضين، حيث يضم مئات المؤسسات من داخل الجزائر وخارجها، ويعد منصة مهمة للتعريف بالتجارب الرائدة، واستكشاف آفاق الشراكة، وتبادل المعارف حول أحدث التكنولوجيات في مجال البناء، بما في ذلك تقنيات البناء الذكي والمستدام. وتعطي هذه التظاهرة، إشارات قوية على الديناميكية الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وتعكس الرؤية الحكومية الطموحة في ترقية الصناعة الوطنية، وجعلها أحد الركائز الأساسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوسيع قاعدة الصادرات خارج المحروقات. كما تمثل مناسبة لتعزيز جسور التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين المحليين ونظرائهم الأجانب، واستقطاب الاستثمارات ونقل الخبرات.
محمد بوسلامة