زيارة إلى بيت المصطفى

زيارة إلى بيت المصطفى

 

انه بيتٌ متواضع وحُجَرٌ صغيرة، تسع حجرات لكل زوجة حجرة هي البيت بكاملة، وقد بلغت مساحةُ كل واحدةٍ مِن الحجرة والفناء ثمانيةَ أذرُع طُولًا وعرضًا، نصف الحجرة لأهله، والنصف الثاني مقسوم بسترة لمن أتاه من الناس، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد يسجد في صلاته النافلة وهو في بيته ترفع عائشة رضي الله عنها رجلها لضيق الغرفة، بيت ليس بالواسع كبيوتنا لكنه عامر بالإيمان والطاعة، وبالوحي والرسالة! إنه بيتٌ أساسه التواضع ورأس ماله الإيمان، بيت نبوي مبارك، لا شرقي ولا غربي، في زمن طغت فيه الماديات وتباهى فيه الناس بأغلى المفروشات، تكاثر وتفاخر، بالدور والقصور، مُجَملة الظاهر، مزينة بالنمارق ولكنها خاوية الروح، وفاقدة الأنس بالله. أما فراشه صلى الله عليه وسلم فكان من الجلد المدبوغ، حشوه ليف و هو ليف النخل، وكذلك هي الوسادة. فكان صلى الله عليه وسلم ينام على الفراش تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة. وكان النبي صلى الله عليه لا يملك شيء من الأثاث سوى قِطَعٍ جلديّة رثّة، وجرّة بها ماؤه ووضوؤه، وصحافٍ قديمة ليس بينها مائدة طعام، ورفٍّ عليه شيء من الشعير الذي تصنع منه عائشة رضي الله عنها ما يأكلون. رسول الله حبيب الله من تفتح له الجنة من يشفع للخلائق يوم العرض الأكبر كان أحياناً لا يجد ما يملأ بطنه صلى الله عليه وسلم يمر عليه الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلّه في شهرين وما أوقد في بينته نار، أكلهم الأسودان التمر والماء، يظل أياما وليالي متتابعة بأبي وأمي طاويا هو وأهله لا يجدون ما يأكلون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي من الجوع وما يجد من رديء التمر ما يملأ بطنه. وخرج ذات يوم فلقي أبا بكر وعمر فقال “ما أخرجكما من بيوتكما الساعة” قالوا: “الجوع يا رسول الله” قال: “وأنا والذي نفسي بيده أخرجني الذي أخرجكما”.

 

موقع إسلام أون لاين