أضاعت مصالح ولاية العاصمة بوصلة تطهير أحياء بلدياتها، بعدما جندت أعوانها طيلة الأشهر الماضية، لضمان خلو الشوارع والمجمعات السكنية من النفايات حماية لهم من تبعات التلوث، سيما مع وجود وباء خطير تم تسخير كل الإمكانيات المتوفرة لتضييق هوة انتشاره، وأضحت في مواجهة السيناريوهات القديمة مع صور انتشار القاذورات في كل مكان وعودة تشكل الأكوام وعدم قدرة الحاويات على استيعاب الكم الهائل من المخلفات المنزلية التي تضاعفت بشكل كبير على خلفية تزايد استهلاك العائلات الجزائرية التي التزمت بيوتها لأكثر من أربعة أشهر في مقابل إنهاك كبير أصاب عمال النظافة والجمعيات الخيرية ولجان الأحياء .
عادت مظاهر التلوث وصور النفايات لتصنع يوميات الجزائريين الذين أضحوا على موعد دوري مع القاذورات المتمركزة في كل ركن وزاوية ومعها نفايات ورقية تلعب بها الرياح هنا وهناك، ومخلفات الباعة الفوضويين التي تحالفت مع الحرارة الشديدة لتطلق روائح كريهة تزكم الأنوف دون الحديث عن إعاقتها للسير كونها تحتل في كثير من الأحيان الأرصفة، باعتبار أن أغلب التجار المتجولين يقبلون على الطرق لاستهداف المارة قبل أن يلقوا بالبقايا في كل مكان يحلو لهم دون أدنى اعتبار لتبعات ذلك على السكان، كما زادت كمية هذه النفايات الملقاة في الحاويات التي ما تزال أصغر من أن تستوعب الكم الهائل منها رغم زيادة أعدادها في كل مرة وتوسيع أماكن تواجدها، وهذا بالنظر إلى زيادة الاستهلاك مع مكوث أغلب العائلات في منازلها التزاما بقانون الحجر الصحي لمكافحة وباء كورونا، وبين هذا وذاك لم يعد عمال النظافة والجمعيات الخيرية يملكون من الطاقة ما يسمح لهم بمواصلة المجهودات الجبارة التي قاموا بها على مدار أكثر من أربعة أشهر سيما مع استهتار بعض المواطنين الذين لا يبالون في ظل غياب ثقافة حضرية تعنى بالبيئة والمحيط.
وحسب عدد من السكان، فإن الاتهامات لا يمكن أن توجه إليهم فقط، مشيرين إلى أن عمال النظافة في بعض البلديات لا يحتكمون إلى نظام جدي في جمع القمامة، وهو ما شجع الكثيرين على التخلص من مخلفاتهم المنزلية بطريقة عشوائية.
إسراء. أ