أدان القضاء قرابة 300 مواطن أدلوا بتصريحات كاذبة للاستفادة من شقق في إطار الصيغ التي أقرتها الدولة للقضاء على أزمة السكن وتابعت 274 شخصا بجرم التزوير من مجموع 400، بعضهم استفاد من البراءة فيما تم
تأجيل قضايا البقية إلى حين، وهذا بعد تأكيد والي العاصمة أنه يقف بالمرصاد في وجه المتلاعبين والانتهازيين.
فصل القضاء في جل القضايا التي رفعتها مصالح ولاية العاصمة على خلفية اكتشاف تلاعبات في ملفات الاستفادة من السكن والتي أفضت إلى تشكيل لجنة للوقوف على هذه التجاوزات ليتم التحفظ على 400 ملف أحيل على القضاء العام الماضي، حيث رصدت اللجنة التي تم وضعها للتحقيق في الملفات والأوراق، مئات الملفات التي توجد بها أوراق وتصريحات كاذبة، ما جعلها ترفع دعاوى قضائية ضد أصحابها لتفضي المتابعات القضائية عن إصدار 274 حكم قضائي من بينها 247 حالة محكوم في حقها بالإدانة، أما 27 حالة المتبقية حكم على أصحابها بالبراءة، فيما تبقى العملية مستمرة لغاية كشف جميع المتلاعبين.
وتحرص مصالح ولاية العاصمة على إغلاق كل المنافذ التي تمكّن المتلاعبين والانتهازيين من استغلالها للحصول على شقق دون وجه حق، مشيرة إلى أنها احصت إلى الآن 5640 طعنا، ولاتزال العملية مستمرة من أجل التحقيق والتدقيق في سلامة الأوراق المقدمة من طرف المواطنين، وقد حظي 272 من الطعون بالقبول، وتم ترحيلهم إلى سكنات جاهزة.
يذكر أن مدير السكن، إسماعيل لومي، قد أكد على أن ولاية الجزائر تحتوي على برنامج سكني يقدر بـ 169.331 وحدة مسجلة ضمن البرنامج قيد الانجاز وهي مقسمة على مختلف الصيغ، أما بالنسبة للمشاريع قيد الدراسة فهي تقدر بـ 27.941 وحدة سكنية منها 3588 مسكنا اجتماعيا تساهميا، 1865 مسكنا بصيغة “بلدية /كناب”، 16300 مسكن بصيغة البيع بالإيجار، إضافة إلى 6188 مسكنا عموميا ترقويا، في وقت تم استرجاع أوعية عقارية بمساحة إجمالية تقارب 112.5 هكتار خصصت لإنجاز وإعادة بعث عدة مشاريع عمومية ومرافق حيوية لطالما تعطل إنجازها على غرار برامج السكن بمختلف الصيغ: الاجتماعي الايجاري والعمومي الترقوي ببلديتي السويدانية وأولاد فايت، تهيئة وادي الحراش بموقع الدهاليز الثلاثة ببلدية الحراش، إنجاز محطة هبوط وإقلاع الطائرات العمودية ببلدية بابا حسن، إنجاز مستشفى الأورام السرطانية ببلدية معالمة.
كما تم استرجاع عدة فضاءات بيداغوجية تتمثل لاسيما في أقسام ومطاعم مدرسية، مكاتب إدارية والقضاء على البناءات الفوضوية داخل المؤسسات التربوية، إضافة إلى تزيين واجهة العاصمة عن طريق القضاء على الأحياء القصديرية التي كانت تشوه وجهها، حيث تمكنت الولاية من إسكان 9906 عائلة كانت تشغل 73 موقعا، إضافة إلى 112 عائلة كانت تقطن بـ15 عمارة، 122 عائلة أخرى تقطن الأسطح وأقبية العمارات، علاوة على 105 عائلة تقطن الفضاءات البيداغوجية من أقسام ومطاعم مدرسية، مكاتب وغيرها، فيما تم افتتاح 15 حيا سكنيا جديدا خلال السنة الماضية.
