أنا سيدة متزوجة وأم لولدين، موظفة بمؤسسة عمومية، كانت حياتي هادئة تسودها السعادة والهناء، لكن في الآونة الأخيرة تغيرت كل أموري بسبب مطلب زوجي لي بالتوقف عن العمل لرعاية والدته المريضة بحكم أن هذه الأخيرة تسكن معنا في بيت واحد، فبعد زواج كل بناتها قرر زوجي أن يعيش مع والدته لأنها لا تملك أبناء آخرين من الذكور غير زوجي، لكنني رفضت التوقف عن العمل وطلبت منه أن يأخذها عند بناتها بحكم أنهن ماكثات بالبيت، فثار في وجهي غاضبا وهددني بالطلاق إن كررت مطلبي هذا، خاصة وأن شقيقاته يقطن بولايات بعيدة عن ولاية إقامتنا وأيضا يرفض أن يتحمل أزواج شقيقاته مسؤولية رعاية والدته، وهو على قيد الحياة.
وهنا وجدتني سيدتي الفاضلة حائرة بين تلبية مطلب زوجي بالتوقف عن العمل لخدمة حماتي المريضة وتهديده لي بالطلاق إن تمسكت بقراري .
فهل أنا محقة سيدتي الفاضلة في مطلبي أم أنا مخطئة، خاصة وأن أولادي صغار لا يتجاوز سنهم أربع سنوات، وهم بحاجة إلى والدهم.
وللأمانة، فإن حماتي هي التي كانت تتكفل بأبنائي عند ذهابي للعمل إلا في الفترة الأخيرة بسبب مرضها ومباشرتها للعلاج.
فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على القرار الصائب بخصوص مشكلتي قبل أن أنفّذ ما يدور ببالي وأخرب بيتي.
الحائرة: أم أسيل من العاصمة
الرد: أكيد أنت مخطئة سيدتي أم أسيل بخصوص رفض مطلب زوجك لخدمة أمه المريضة، فماذا يكون قرارك لو كانت أمك مكان حماتك ولا يوجد من يخدمها غيرك، فأكيد ستتركين كل شيء من أجلها، ولذا فأنت مطالبة بالتعامل بالمثل مع حماتك لأنها في مقام والدتك خاصة وأنها كانت تتكفل بأبنائك عند ذهابك للعمل قبل مرضها، وكان من المفروض أن تقومي بواجبك تجاهها دون أن يطلب منك زوجك ذلك.
ولذا، عليك أن تأخذي عطلة الإحالة على الاستيداع لفترة محددة إلى حين شفاء حماتك، لأن القانون في صالحك كونك تربي أطفالا صغار عمرهم يقل عن خمس سنوات، لتخدمي حماتك وتقفي إلى جانبها حتى تشفى من مرضها، وبعدها عودي إلى عملك.
ولا تطلبي من زوجك أن يجبر شقيقاته على ترك أسرهن والمجيء إلى خدمة أمهن، صحيح أن الأبناء مطالبون بخدمة الآباء ورعايتهم خاصة في الظروف الصعبة، لكن عليك بالتفكير بجدية في اتخاذ القرارات، فما لا ترضينه لنفسك لا ترضينه لغيرك.
وأيضا شقيقات زوجك لديهن أسر وأولاد وهن مقيمات بولايات أخرى غير ولاية إقامة والدتهن، وهذا يعني لا يمكنهن التكفل بها ورعايتها.
فقد وجدتي حماتك في صفك عندما كانت بكامل قواها الصحية فلا تتركيها وهي مريضة، فلا تنكري لها جميلها ولا تكوني أنانية.
نتمنى أن تقومي بواجبك تجاه حماتك، وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا عن قريب، بالتوفيق.