أنا أم لأربعة أولاد، متزوجة من رجل عديم الضمير ولا يهتم بمسؤوليته تجاه أولاده، فكل وقته لعمله وعندما يدخل للبيت يستغرق في الدردشة الإلكترونية والاتصالات الهاتفية، فهاتفه النقال لا يتوقف عن الرنين، وهذا ما
يجعلني أتصرف معه بعنف وكراهية ودائما أتشاجر معه وأذكره بمسؤوليته تجاه أسرته وأولاده، فيرد علي دائما بوقاحة: أنا مسؤول كبير في عملي، وعلي أن أقوم بمهمتي على أكمل وجه، لتتم ترقيتي إلى منصب أعلى في كل مرة، وأترك لك مهمة تربية الأولاد وشؤون البيت. يقول لي هذا الكلام باستهزاء وسخرية وهذا ما يدمرني. وخلال الشهر الفضيل لا يرى أولاده كثيرا ولا يتحدث معهم. ولا يسأل عن أحوالهم الدراسية، فتصوري سيدتي الفاضلة أحد أبنائه تحصل على شهادة التعليم الابتدائي وهو لا يعلم ولم يهنئ ابنه. وقد تأثر ابننا كثيرا من هذا التجاهل من والده، خاصة وأنه تحصل على الشهادة بمعدل ممتاز.
سيدتي الفاضلة إن تنصل زوجي من مسؤوليته تجاه أسرته وبيته يؤلمني، واهتمامه المفرط بعمله يدخل إلى قلبي الشك بأنه يفكر في أمر غير محمود، لأنني كلما حدثته عن هذا الأمر يغضب مني ويرد علي بوقاحة ويتهمني بوقوفي ضد نجاحه في عمله.
أيعقل سيدتي الفاضلة أن أحسد زوجي على نجاحه في عمله وأقف ضد ترقيته إلى منصب عال في كل مرة؟ والحقيقة أنا لست ضد نجاحه في مهمته المهنية وإنما أنا ضد تنصله من مسؤوليته تجاه عائلته. فكيف أقنع زوجي بما أريد؟
الحائرة: أم نسيم من العاصمة.
الرد: يبدو من خلال ما جاء في محتوى مشكلتك أن زوجك يسير على نفس المنوال منذ زمن طويل. وتجاهله ليس وليد الصدفة. ويبدو أيضا أنك قبلت بالوضع فيما سبق وكنت تقومين بكل هذه المهام لوحدك دون طلب ذلك من زوجك. لكن ترقيته إلى منصب أعلى أدخل إلى قلبك الشك بأنه يخطط لأمر سلبي وغير محمود ضدك، وهذا ما أدى إلى نشوب خلافات بينكما لتذكيره بمسؤوليته تجاه أولاده وأسرته.
نحن لسنا ضدك في هذا المبدأ، لأن الأب ومهما كانت توجهاته وتقلده لمناصب عليا في عمله، لا يعقل أن يتنصل من مسؤوليته تجاه أولاده وأسرته. وعليك أن تذكري زوجك بهذه المهمة وتختاري لها الوقت المناسب، واخبريه بأنك لست ضد نجاحه في عمله لأن نجاحه يعني نجاحك أنت أيضا ويسعدك ذلك. وأكيد لو تصرفت بذكاء مع زوجك في هذه القضية لتحسنت ظروفك مع زوجك ويولي اهتمامه لأسرته. فقط عليك أن تعلمي أن معاملتك له بعنف في هذا الأمر يزيده تعقيدا. فأحسني التصرف في هذا المشكل. وإن شاء الله يعود زوجك إلى رشده. بالتوفيق.