أنا صديقكم سفيان من المدية، متزوج من امرأة تعرفت عليها عن طريق الأهل، أعجبتني من النظرة الأولى، حيث وجدت فيها كل المواصفات التي حلمت بها في شريكة حياتي. تزوجنا بعد فترة خطوبة لم تدم طويلا. لكن
يبدو أنني لم أعرفها على حقيقتها، فهي انسانة ماكرة، دمرت عائلتي وشتتت أفراد أسرتي، ولأول مرة في حياتي أقضي رمضان لوحدي بعيدا عن أهلي. وما يؤلمني أن في كل يوم من الشهر الفضيل تستضيف جماعة من أهلها وأقاربها ليفطروا معنا وتحضر لهم أشهى وألذ الأطباق، بينما لما كنا مع عائلتي في بيت واحد كانت زوجتي تتحجج بعدم إجادتها للطبخ وكانت تحضر أطباقا لا يمكن أكلها.
وعندما أخبرها بأنني سأدعو أفراد عائلتي للإفطار معنا تغضب مني وتهددني بالذهاب إلى بيت أهلها إن أنا فعلت ذلك.
لا أخفي عليك سيدتي أن هذا الكره الذي تكنه زوجتي لأهلي دفعني للتفكير في الانفصال عنها. فهل أقدم على ما يدور في بالي أم إن فعلت ذلك أكون ظالما لزوجتي؟
فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل لمعاناتي مع زوجتي قبل أن أتخذ قرارا لا تحمد عقباه.
الحائر: سفيان من المدية
الرد: يؤسفني أخي سفيان أن أقول لك إنك تأخرت كثيرا في اتخاذ موقف ضد زوجتك من الوهلة الأولى عندما بدأت تخطو الخطوة تلو الأخرى لتشتيت عائلتك وكنت دائما تقف إلى جانبها حتى وصلت إلى مبتغاها. واليوم لا تقدر على جبر ما انكسر، فزوجتك استطاعت فرض ما كان يدور ببالها وأنت كنت تنفذ ما تطلب منك دون أخذ موقف صارم في الموضوع، ولا زالت مواقفها السلبية ضد عائلتك مستمرة حتى وهي بعيدة عنهم، على العكس مع عائلتها، فهي دائمة الاتصال بهم وتدعوهم للإفطار معكما خلال الشهر الفضيل وترفض مطلبك بالقيام بالمثل مع عائلتك وهي تعرف موقفك من تصرفاتها، ولذا فهي مصرة على موقفها تجاه عائلتك.
وتأكد أيضا أن حل مشكلتك ليس في الانفصال عن زوجتك وإنما هو في اتخاذ موقف صارم معها في موضوع عائلتك وإجبارها على التواصل معهم واحترامهم وأن تقوم بالواجب معهم كما تفعل ذلك مع عائلتها. وهذا ما نتمنى أن يتحقق لك في القريب العاجل. بالتوفيق.