سبعة أعوام مليئة بالحياة والفرح مرت حتى الآن على الفلسطينية، آمنة عبد الغني، من قرية صيدا في طولكرم شمال الضفة الغربية، بعد أن أصبحت أماً لتوأمين هما عمر وعادل عبر نطف الحرية، هما ثمرة صبر كما تقول، وهدية من الله بعد سنوات وقفت خلالها مع زوجها الأسير أنور عليان من سكان مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم؛ والذي يقضي حكمًا بالسجن لـ23 عاماً في سجون الاحتلال أمضى منها 18 سنة، و”جائزة” كما تحب أن تقول على وقوفها مع زوجها الذي كان خطيباً لها وهو في السجن ورفضت هي تركه رغم كل الضغوط.
آمنة عبد الغني التي أنجبت في عام 2014، تروي لـ “العربي الجديد”، أنها كانت من بدايات من أنجبوا عبر النطف المهربة من سجون الاحتلال، وهي تابعت على مدار الأيام الماضية تفاصيل ما ينشر حول فيلم “أميرة” الذي أوقف عرضه، وأوقف ترشحه للأوسكار، لما اعتبر فيه من إساءة لتلك القضية التي ابتكرها الأسرى لتخطي حرمانهم من أبسط حقوق الحياة وتخطي محاولات الاحتلال قتل حياتهم العائلية والاجتماعية.
وتردّ عبد الغني على ما تابعته من تفاصيل منشورة حول الفيلم اعتبرتها مغلوطة وخيالية وفيها تشويه، تقول: “أعتبر أن الهدف من ذلك تشويه سمعة الأسرى وأهاليهم وزوجاتهم وأطفالهم”، مطالبة بمحاسبة القائمين على الفيلم، واعتذارهم العلني أيضاً”، وتابعت: “نحن لن نسامحهم، لأن فيه طعنا بالأسرى، ونحن واثقون مما فعلناه”.
وحول حبكة الفيلم باكتشاف تبديل أحد ضباط الاحتلال نطف الأسير، ترد عبد الغني أن النطف تخرج مع أيد أمينة، ويتواجد أربعة من عائلة الأسير وأربعة من عائلة زوجته، دون أي شك في أية مرحلة.
وتتابع: “هذه قصة من الخيال ومن بدايتها إلى نهايتها كاذبة وغير مقنعة، ليس من المعقول أن يأخذ ضابط إسرائيلي النطف، لأن الاحتلال بالأساس يرفض الأمر، وكل ما يحصل بعيد عن أعينه”.
تقول عبد الغني: “إن ما توحيه قصة الفيلم أن الاحتلال يوافق على إخراج النطف من السجون، عبر سؤال والدة أميرة لزوجها: هل سيسمح لكم الاحتلال، ولذلك ففرضية إمكانية تدخّل أي ضابط غير واردة، لأن الاحتلال يحارب محاولات الأسرى الإنجاب، والاحتلال يحاول دائماً أن يعرف طرق الأسرى، لكنه يفشل”.
وترد عبد الغني كذلك على سؤال والدة أميرة في الفيلم حول هوية الشخص الذي سيسجل باسمه المولود الجديد، مؤكدة أن تلك مغالطة للواقع، حيث يسجل الأسرى أبناءهم بشهادات ميلاد رسمية بأسماء آبائهم عبر وزارة الداخلية الفلسطينية.
وخطورة الفيلم بالنسبة لعبد الغني تشويه الأسرى وأبنائهم، بل وربما يؤدي إلى تخوف الأسرى من خوض التجربة بسبب ذلك، لكنها في المقابل تشجع زوجات الأسرى والأسرى على هذا الأمر.
ق/ث